قصه جنسيه طويله عماره المتعه الجزء الثاني


توقّفت بجانبه بسيّارتي رباعية الدفع ... كنت ساعاتها أغيٍّر السيارات ... كما الأحذية والرجال ... مانع في الركوب معنا ... أقسمنا له أننا لا نخبر أحدا ... مذ جلس بجانبي ... أحسست أنه مختلف ... رجل من طينة أخرى ... صارم ... قوي ... يتكلّم بطريقة يصعب تقليدها ... حتى عندما يمزح .... مزاحه يختلف ... أذكر أني لم أنم ليلتها ... شخصيته سكنت روحي ... سيطرت على تفكير ... قادت حركاتي كلعبة يتحكّم بخيوطها .... المحاضرة القادمة ... الكل يغرس رأسه يكتب ما يمليه من تعليمات ... إلا أنا ... ثلاث ساعات لم أمسك قلمي لأخط كلمة ... لم أبعد عيني عن عينيه ... طاردته أينما حلّ ... كل ما وقعت عينه في عيني تلبك وتلعثم كلامه ... أحسست أن سهامي أصابته ...

سرعان ما وصلته رسائلي ... جذبه جمالي ... موقعي ... نسبي ... ثروتي .... تخلّى عن زوجته الأولى ... فكرة الإرتباط برجل أكبر مني سنا ... مطلّق ... فقير ... كانت بمثابة القفز من أعلى المئذنة للوقوع في قاع البئر ... مانع الجميع ذلك ... مجلس العائلة طردني من دائرة الحظوة ... لا يهم كنت أحبه حبا لم أقدر على كبح جماحه ...

ثم بدأت الصدمات .... إكتشفت أنه لم يكن دكتورا هو معيد بالكليّة ... خمسة عشر سنة لم يرتقي فيها درجة ... إنسان بلا طموح ... فاشل على جميع النواحي ... إحساسه بالنقص أمامي يخنقه ... لا يرفع صوته بالبيت ... أكلت أطراف أصابعي ندما .... خسرت كلّ شيء ... وحظيت به هو ... قرار متسرّع مني وطمع متزايد منه ... عملت موظفة بالمحكمة ... موظفة إدارية بشؤون الموظفين ... أنا التي كانت تنفق بلا حساب صرت أقسّم الراتب الشهري ... هذه للكراء وهذه للطعام ... دفعته للنجاح نكاية بنفسي ... صبرت فقط كي اثبت لأهلي أني على حق ...

بعد الثورة وفي خضم تلك التخمة السياسية ... إستعملت إحدى معارفي ليصل لشاشة التلفاز ... الكل كان يحلل ويناقش ساعتها ... أنا أوصلته وهو تألّق .... سرعان ما نجح في الإنتخابات وصار نائبا ... بارك أهلي زواجي حينها ... بعد خمس سنين .... خصوصا وأن ثروتنا تشوبها عدّة شبهات ... صهرهم المحقور سابقا صار سندا لهم ... بدأت الهدايا تتهاطل عليه ... سيّارة ... شقّة ... قطعة أرض ... فجأة صار نسخة مقيتة من أبي ... فاسد جديد بنكهة ثورية .... أبي كان فاسد بطعم وطني ... ذهبت كلّ تلك المثل التي صدّع بها أذني يوما ... رغم ذلك بقي تحت حذائي ... لا يكح إذا كنت موجودة ... حتى النفس يحاول كتمه ....

كم جلدت نفسي وأنا أتابع خطبه الرنانة عن الفساد والفاسدين ... لم يتغيّر شيء سوى أن الثورة فتحت الباب لكل الرعاع أن يتسلّقوا السلطة فتزاوجت سلطتهم بالفساد القديم ... رعاع كانوا سابقا يزحفون تحت الأرض ثم تحولوا لأبطال الورق والكلام ... فقط من لم يرضخ لهم وقع حسابه على فساده ...و بالتأكيد الكل خضع ...

أمر غريب أن يصدر هذا الكلام من بنت أحد سادة الفساد ... لم أكن أبالي بأحد في الماضي ... في عائلتنا كل شيء مباح ... الخمر ... التدخين ... المخدرات ... الزنا ... لا حدود ... كنت أمقط تلك الحياة .... ربما إستقامة ماجد سابقا هي التي شدتني له ... رجل بطعم آخر ورائحة أخرى ...

كم صرت أمقط رائحته ... منذ وئدت تلك الرضيعة وأنا أمقطه ... إحدى العاملات بالوزارة طلبت مني أن أتوسط عند زوجي أن يجد سريرا لإبنتها في مستشفى الأطفال ... حقّك في العلاج في تونس يمر عبر التدخلات ليصبح منة عليك الشكر من أجلها .... منظومة صحية هي إحدى ضحايا الفساد ... بل أبرزها ... وفعلا فعل ... كان صديقا لمزود وزارة الصحة بالأدوية ....

توقف قلب الشعب يوما ... مجزرة في حق الملائكة ... دواء فاسد تسبب في وفاة رضع قادهم فقر ذويهم لمستشفى تشرف عليه الدولة ... لجئوا لها ... فأرسلتهم لمن يحميهم أكثر منها ...

لن أنسى أبدا عين تلك العاملة وهي تتخبط وراء شاشة التلفاز ... أنجبتها بعد 18 سنة من العقم ... قالت أنها باعت كل شيء ... حرمت نفسها من كل شيء لتجمع ثمن عملية تلقيح صناعي ... زوجها يرتجف كاليتيم ... قامت الدنيا ولم تقعد ساعتها ... برامج .... إذاعات ... جرائد ... الشعب كلّه يصرخ ... ثمّ هدأ كل شيء ... حكومتنا تعاملنا كصيّاد الذئاب ... الرصاصة الثانية تنسيك الأولى ... مصيبة وراء مصيبة حتى نسينا من أين بدأ الألم ...

لا أعلم أيحق لي أن أتكلّم بصيغة الجمع .. هل أنا من الشعب ... أم من الحكومة ؟؟؟ ... هل أنا ضحية أم مسؤولة .... حب ماجد لي جعله يسرني أنه يمسك دليل إثبات على تورّط شركة صديقه في إهمال تسبب في فساد الدواء ... التستر على الفساد يدرّ المال الوفير ... المكافأة ... فيلا فخمة بصدد البناء في حي فخم ... مبروك عليا ددمم الأطفال ... فهمت الآن لماذا حرمتني السماء من القدرة على الإنجاب ... ربما هي طريقة السماء في محاربة الفساد ... لا نتكاثر ربما ننقرض ... أنجع حلّ ... حتى لو إنقرضنا سينبت غيرنا ...

من المذنب حقا ؟؟؟ الشعب هو من يختار الفاسدين ... ديمقراطيتنا يشهد بها العالم ... العملية نزيهة وشريفة... لكن الطرفين هما الفاسدان .... المرشحون والشعب ... صبيحة هذا اليوم قدّمت إستقالتي من الوزارة ... لن أعمل ثانية ... سأنفق كل ما يجمعه ماجد من الفساد ... في الفساد ... سأمتّع الشعب ...

مذ وقفت سيّارة التاكسي أمام العمارة وكياني المبعثر تشقلب رأسا على عقب ...تلك النظرة الثاقبة من منذر الشاب هذا بين فخذي تثقب قلبي ... لم أفهم السبب ... ألف عين وألف قضيب غاصت فيه قبل زواجي ... لكن هذه العيون الزرقاء تختلف ... لها طعم آخر ولون آخر ... سرعان ما خاب أملي لما أشاح بوجهه عن مؤخرتي ... كل العيون تتوجه لها إلا هذه البحرية ... هل يعقل أن يكون يحب خادمة فريال لهذه الدرجة ؟؟؟

... من خطفت أستاذا من زوجته يمكنها خطف بواب من الخادمة ... لكنه يتجاهلني ... كدت أخنقه بالمصعد ... صببت جام غضبي عليه ... رغم قسوتي معه وقف صامدا أمامي ... صموده هز كياني ... هزم كبريائي ... تجاهله لي يخنقني ... مكثت أراقب بيت فريال ... حبيبة لم تسلل للسطح كعادتها ولا هو دخل شقتها ... قررّت الصعود سأستعمل سلك التلفاز كتعلّة تفسّر تلصصي ... السطح فارغ ... دفعت باب غرفته بحذر ... الغرفة خالية ... أشعلت النور ... لا أحد هناك ... بقعة دائرية على لحافه ... لن تخطأها عيني ... هي مائه لا شك ... قرّبت أنفي أتشمم رائحتها ... فجأة غرس بين فردتي مؤخرتي تلك العضلة الضخمة ... لم أفهم ما عليا فعله ... دفعته وهربت لشقتي ... روحي تتصارع ... صراع بلا نتيجة ... المصيبة أن الإرسال مقطوع عن التلفاز ... ما سيسليني تلك الليلة ... صعودي للسطح ثانية كان بعد مجهود حاولت فيه أن أتمالك نفسي ... لن أكون فريسة سهلة له ... ليس منذ المرّة الأولى ... صعدت السلّم والرهبة تملأني ... وعدت والضحك يخنقني ... عجيب هذا الفتي ... مستسلم و ممانع ... مطيع وعنيد ... صلب وناعم ... بارد لدرجة محرقة ...

منذ رأيته وهو يعانق حبيبة قرب الباب وأنا متأكّدة أن شيء مريبا يحصل بينهما ... ليس مريبا بل هو طبيعي ... إمرأة وحيدة وشاب صغير ... دخوله العمارة كان فجأة ودخوله عقلي كان بترتيب ... لا أعلم أهو ترتيبي أم ترتيب الأقدار ... مذ رأيته على السطح ... تلك الفوطة القديمة ... صدره العاري ... عضلات منمقة من صنع الطبيعة ... لا قصد فيها ... وضوح غامض ... شرارة وقدحت في صدري ... عفويته ... لم أعلم ما السبب ... محاطة بخيرة الرجال ... روائح عطرة وملابس فخمة ... ربما هو شوق من تعودّت الأكل الفخم لتذوق سندويتش شعبي على قارعة الطريق ...

ليلة طويلة مرّت عليا ... ما حدث قد حدث ... لا مجال للتراجع ... ولا مجال للتقدّم ... سأتبع خطوات القدر ... لكني لن أحاول تغيير الطريق ولا عرقلة تلك الخطوات ... الفرصة تأتي مرّة واحدة ... ربما هي فرصته ؟؟؟ أو فرصتي ؟؟؟

فرصة لا يمكنني تفويتها .... مدام سهام لم تغضب مني ... لم تطردني ... لم تنزعج من هفوتي بل ضحكت في وجهي ... ضحكة أنارت روحي ... المصباح الخفيف في الغرفة يرسم ظلي على الحائط ... مسحت فمي ونظّفت مكان الطاولة ... أشعلت سيجارة وخرجت للسطح ... ثلث الليل لم يمضي بعد ... حبيبة لم تأتي وفريال تاهت ... عجوز النحس هذه ... قدومها لم يكن في الوقت المناسب أبدا ... عرقلت خطوات لم تخطى بعد في طريقنا ...

طريق حياتي يجب أن يبدأ عبرها ... زوجها شخصية مرموقة وسيساعدني ... هو يبدو شخصا ودودا لكن دفعة من زوجته سيجعله يلبي طلبي ... طلب بسيط ... حقي في عمل يحفظ كرامتي ... كرامة تولد فينا ثم سرعان ما تسرق ... دولتنا تعاملنا كمتسوّلين ... نستجدي حقنا في التعليم ... حقنا في نقل مريح ... حقنا في تسلّق درجات طموحاتنا ... حقنا في الأكل ... في الأمن ... في الصحة ... الحياة لم تعد حقا بل منة يمنون بها علينا ...

ألقيت بظهري على الفراش ... رفعت نظري للسقف ... عنكبوت صغيرة يجاهد لبناء بيت في ركنه الأيسر ... تابعت حركاتها ... بدأت عيني تثقل تدريجيا ... تقلّبت على جانبي مقابلا الحائط ... تكاسلت عن إطفاء النور ... إنعكاس ظلي على الحائط رسم تموجات كجبال الأفق في قريتنا ... مخلفات الدهن التي نحتتها إسطوانة دهان مستعجل على الحائط ... تتشكّل في خيالي وجوها ورسوما ... هذه وجه سيدة ... *** ... عنزة ... جبل ... نجمة ... لعبة ممتعة سرقت تفكيري المنهك ...

أجري بين سفوح الجبال في قريتنا ... أطارد قنفذا صغيرا ... دخل في أكمة خضراء ... تبعته ... مدام فريال تقف أمامي متأنقة تلبس فستان عرس أبيض ... فستان عجيب ... صدرها الأبيض يطلّ منه بحلمتيه الورديتين عاريا ... حبيبة بلباس رحالي رسمي أسود ترفع الخامة الشفافة عن وجهها ... تنظر لوجهها مباشرة ... القنفذ بلباس شيخ المدينة يعلنهما زوجين حتى يفرقهما الموت ... تقابلت شفتاهما في قبلة الزواج الكاثوليكي ... بكت عيني حتى وقعت دموعي بين حجري ... مدام سهام في روب حريري أبيض شفاف يمنعني من التملي في جسدها ... خارجة من تحت الطاولة التي يخط عليها القنفذ بنود عقد الزواج ... وجهها يبتسم لي ... همست في أذني " ما تكبرش كرشك باش ما تموتش بالشرّ " ... أنا بطني ليست كبيرة ... لست طمّاعا ... رغم أني ميت من الجوع منذ ولدت ... زغردودة بربرية تصم أذني ... فاطمة فوق شجرة صنوبر تطالع رواية كعادتها لكنها تبكي ... سرب ذئاب يعوي مرددا صوت زغاريدها ... ثديان يهتزان خلفه ... يطاردانه ... تلك السيدة التي قابلتها تجري في ساحة الحي يوما ... تمرّ أمامي بسرعة البرق تريد اللحاق بثدييها ... نظرت في وجهي وحركت أصابعها دائريا ... مرّة أخرى ... فرصة أخرى ... وقت آخر ... ما تقصد ...

تلك الفتاة اليابانية ... عارية تمارس اليوغا بين قدمي فريال التي ذابت بين شفاه حبيبة ... ثلاث نساء لم أحدد ملامحهما تبركن تحت قدمي ... تركعن تحتي ... إحداهن وقد غطّت رأسها تخرج حديدة من بين فخذيها وتهوي بها على خصيتي ... رغبة شديدة في التبوّل ... أمسكت زبي وتبوّلت على وجههما ... سعيد بتخلصي من الألم ... من القهر ... تبوّلت عليهن جميعا ... حتى القنفذ القديس ... رششت مائي على الجميع ... عمّدت رؤوسهم ... تطهرت من ذنوبهم ....

فتحت عيني مستغربا هذا الحلم العجيب ... الحلم الوحيد الذي تحقق في حياتي هو أني تبوّلت في فراشي ... قفزت من مكاني مفزوعا ... غارقا حتى الإبطين في القذارة ... رائحة الشياط تعمي العيون ... فضيحة سريّة ... يجب تفاديها ... هرولت نحو الحمام ... خلعت ملابسي وفتحت ماء الحنفية عليها .... كأني أخدع نفسي بأن الماء هو سبب بللها ... إغتسلت ولبست ملابسي ... نظرت لحشية السرير ... مبلولة حتى صارت تقطر من تحتها .... نزعت اللحاف وألحقته بالملابس تحت الحنفية ... يجب إخراج الحشية لتجف تحت نور الشمس ... لكن الرائحة ستبقى ... سحبتها حتى وسط السطح ... سطل من الماء وبعض الصابون وتخلّصت من عطر الغفلة ...

يجب إخفائها حتى لا يكتشف امري زائر للسطح ... لم أجد حلا سوى سطح الغرفة ... جاهدت لرفعها وقد تضاعف وزنها بفعل الماء ... أنهيت مهمتي الشاقة وقد بدأت الشمس تسطع ... كنت أهم بالنزول ...

نظرة بسيطة على اليمين ... شبابيك صغيرة متراصفة فوق بعض ... أحدها ينبعث منه نور ... زجاجها الصلب يخفي ما بداخلها ... شكل جسد يتحرّك خلفها ... يرفع يديه للأعلى ثم ينحني ... ينزع تيشرت عن لحمه ... ثديان بارزان منه ... هي أنثى ... حسب ترتيب الشبابيك هي شقّة في الطابق الثاني ... لكن هي أيهما ... الثالثة أو الرابعة ... دخلت صاحبة الجسد تحت الدش ... فهمت ذلك من ضباب كثيف شكّله بخار الماء الساخن على البلّور البارد ... مشهد ضبابي لكنه شدني لمتابعته ... تمركزت فوق السطح أتابع حركات مموهة ... غسل للشعر ... فرك طويل للثديين ... طول فترة الإنحناء تؤكد عناية بغسل الرجلين أو ما بينهما ...

أطلقت العنان لخيالي ... قضيبي الذي خنقه البعد إنتصب على أشدّه ... وضعت يدي أداعبه برفق ... وتهت ... فارقت أرض الواقع رفعني محرّك الحلم البخاري بقوة 60 حصانا للسماء ... وقعت من سطح الغرفة متفاديا أن تكشفني صاحبة البيت عندما فتحت الشباك فجأة ... حاولت الوقوف متألّما ... عظامي تكسّرت ... سقوط حرّ من علو منخفض على أرض صلبة ... كرة صغيرة خلف أذني بدأت تدفع لتذكرني بحقها في الألم ...

محاولا إكتشاف الأضرار في جسدي ... وقفت و أنيني يملأ المكان ... صوت رنين من جهاز المناداة في الغرفة ... الشقة 5 تريد خدمة ... نزلت أعرج وألعن حظي والدكتور معا ... مدشدش الجسد ... تائه الفكر ... وقفت أمام الباب ... فتح ببطئ وهدوء كالعادة ... وجه مدام سهام يطلّ بخجل وأثار النوم على عينيها ... سحبتني من يدي بعنف للداخل ... توقّف قلبي ... حركة غير متوقعة منها ... ما تريد مني ؟؟؟

لصقت الحائط أنظر للأعلى منتظرا حركتها الثانية دون نفس .... تخيّلتها ستضع يدها على صدري وتداعب قضيبي ... أو هكذا تمنيّت ...

تفهم في الماء ؟؟؟ " ... جملة لم أستسغها ولم أفهم مقصدها ... نظرة نحوها مندهشا ... وجهها دون رتوش لكنه رائع ... أثار النوم على عينيها ... شعرها منكوش ... تيشرت أخضر قصير تطلّ منه ذراعاها الناعمتان من كتفيها حتى معصميها .... حلمات صدرها موجّهة نحوي كمنظومة صواريخ ... صرّة بطنها مكمشة تسحب جلد بطنها العاري بين التيشرت والبنطلون الحريري ... لم أتمالك نفسي ولم أستطع النطق ... الحلم والتبوّل والشباك والسقوط ... كل هذا ينتهي في ممر بيت مدام سهام الشبه نائمة أمامي .... لا شي يعمل في عقلي ...

قتلك تفهم في الماء ؟؟؟

أفهم فيه إزاي ؟؟؟

تعرف ترجعلي الماء يمشي ؟؟؟

أرجعو يمشي فين ؟؟؟

إنت مازلت راقد ؟؟؟ الماء مقصوص ؟؟؟ تعرف ترجعو ؟؟؟

مش عارف بس هو في السطح موجود ... غريبة يقطع عن البيت هنا بس ؟؟؟

أدخل شوف ؟؟؟ رجعلي الماء ماعادش بكري باش نخرج ....

سارت أمامي تتمطى ... مؤخرتها الناعمة ينزلق قماش البنطلون الحرير عنها يمينا وشمالا مع كلّ خطوة ... كنت أجر قدمي خلفها ... كل خطوة مني يتألّم جسدي وكل خطوة منها يجرح قلبي ... مؤخّرة تسحب الأنظار نحوها عنوة ... فتحت باب الحمام وإنسحبت للخلف ... " فيسع إزرب روحك " ... طبعا لم يفهم أحد من أهل المشرق ما كتبت ... فيسع كما فسّرت سابقا هي أسرع ... كذلك إزرب .. هي أسرع ... وطبعا روحك يعني نفسك ...

دخلت الباب ... لم أقدر أن أدوس أرضيته بقدمي ... هو أصلا ليس بالحمام ... لا يمكن تشبيهه بشيء ... غرفة واسعة مغلّفة بسيراميك مزركش ترى إنعكاس وجهك عليه ... أرضية رخامية تحسبها لجّة من نقائها ... حوض كبير بدرجات في جانبه الأيمن ... مغسل مدور في يساره ... كرسي حمام مزركش بجانبه ... مصعد كهربائي أمامي ... أو ثلاجة ؟؟؟ ...

حنفياته مذهبة ... وقفت لا أعلم كم من الوقت لكني متأكد أن عضلات وجهي آلمتني من كثرة فتح فمي دهشة ... كيف سأصلح الماء هنا ؟؟؟ هل هي متأكدة أنه كان يوجد هنا ماء قبلا ؟؟؟ ... تقدّمت محاذرا السقوط وسهام تراقب حركاتي المتوجسة من خلفي ... وضعت يدي على حنفيّة المغسل ... نظرة لكفي قبل ذلك خشية تلويثه ... لا ماء فيها ... أصلا الماء يستحي للوصول إليها ... أجلت نظري في الأرجاء ... معرض لعلب الصابون والشانبو والكريمات في خزانة بلورية ... ومحلّ لبيع الفوط والمناشف والبشاكير بجانبه ...

الماء يأتي عبر القنوات بكل تأكيد ... تبعت أحدها خلف المصعد ... لم أجد شيئا ... كيف الحل لإيجاد العطب في هذه المتاهة ... علبة صغيرة تحت خزانة الصابون مثبتة في الحائط ... تبدو كعداد أو شيء مماثل ... فتحتها فيها زر أحمر والأخر أخضر ... ما إن لامست الأخضر حتى سمعت صوت غرغرة في الأنابيب ... أنبوب مثبت على الحائط إنطلق كثعبان هائج ... يقذف الماء بقوة في كل ركن من الحمام ... وقفت مصدوما ثواني أراقب حركته ... تلك الثواني كانت كافية لأستحم من شعري حتى قدمي ... صوت صارم من حلق سهام الحنون ... " إزرب سكرو ... سكرو " ... نظرت نحوها وهي تشير لحنفية مثبتتة في الحائط فوقه ... دفعتان إضافيتان رشني بهما ذلك الأنبوب المجنون حتى تمكنت من إخماد روحه ... ملابسي إلتصقت بجسدي ...

تقدمت مني مدام سهام معتذرة وقد بدت مبتسمة من طرافة الموقف ... قالت أنها فتحت الحنفية ونسيت إغلاقها بما أن الماء مقطوع ... أرضية الحمام صارت بحيرة صغيرة ... بعض القطرات تتساقط من حيطانه الناعم زاحفة كحلازين خرجت تستقبل ندى الفجر ... هي فرصة وقدّمت لي على طبق ... بعض الخدمات المجّانية ستقربني من مدام سهام وبالتالي أحقق هدفي مع زوجها ...

خرجت مسرعا نحو المطبخ ... صرت أعرف مكان حفظ أدوات التنظيف من المرّة السابقة ... سرعة عودتي منعت كلمات أن تخرج من حلق سهام التي إندهشت من فعلي ... قبل أن تنتهي دهشتها ... بدأت أنشف حيطان الحمام ... ثم أشفط الماء بالممسحة من الأرض ... دخلت تغسل وجهها تتخلّص من أثار النوم ... جاهدت رقبتي ألا تستدير نحو المغسل لتسترق النظر لها ... لكن جاذبية الحرير على تلك المؤخرة قادرة على تغير مسار الطائرات في عليائها ...

طول الفترة التي قضتها تعتني بفرك وجهها بأنواع الصابون العديدة ... سمح لي بأن أشبع رغبتي الشقية ... سحبت منشفة وخرجت تتقي بقع الماء على الأرض ... تمشي على أطراف أصابعها ... إرتفعت مؤخرتها للأعلى فإرتفعت القبّة على بنطالي ...

سعدت أن وجهها كان مخفيا وراء المنشفة ... لم تلحظ ما أصابني منها ... بدأ إلتصاق تيشيرتي بلحمي يزعجني ويعيق حركتي ... خلعته وشمّرت سروالي ... صدري عاري وقصبتى رجلي كذلك ... كنت أشبه بمن يتأهب لقطع وادي... بدأت أركّز على عملي محاولا تناسي رغبتي ... نعومة رخام الأرضية صعّبت الأمر عليا ... رفعت عيني أبحث عن شيء أنشّفه به ...

سهام تقف قرب الباب تضع مرفقها على حافته وقبضتها تحت خدّها ... لم تغيّر ملابسها ... أفزعني وجودها الشبه مفاجئ ... كانت تراقب حركاتي بعين ثابتة ... خشيت أن لا يعجبها صنيعي ... فطلبت منها " ما عندكمش خيشة ؟؟؟ " ... لم تجبني إلا بعد تكرار الجملة ثلاث مرّات ... غابت لدقيقة في المطبخ ثم مدّت لي ممسحة قماشية إستخسرتها في مسح الأرض من فخامتها ... ثم إنسحبت ... للمطبخ ....

دخلت المطبخ هربا من حرجي ... وجود هذا الشاب النصف عاري أمامي في بيتي لوحدنا يلهب ناري ... خدودي إحمرّت لتعكس حرارة جسدي ... لن أتبع خطوات القدر ولن أمنعها ... بل أنا من سيسطرها ... لن أترك هذه الرغبة المجنونة تحرق روحي ... يحب أن لا أتركه يخرج ... رغبتي به تحرقني ... وبنطلونه يعكس رغبته بي ...

وضعت إيناء الحليب على النار ... بعض البسكويت والحلويات ... الزبدة ومعجون التوت ... حمّصت بعض الخبز البائت ... أعددت طاولة الإفطار لأوّل مرّة في حياتي ... إحساس جميل بأني سيدة بيت ... الدلال في بيت أبي منعني وإنبطاح زوجي جعله خادما لي ... أفيق فأجد فطوري حاضرا ... هذا حدث تاريخي سببه وجود منذر بجانبي ...

أتم عمله بالحمام وقف أمامي يحمل تيشرته وحذائه المبلولين ... يطلب الإذن بالإنصراف أو إن كانت لي طلبات أخرى ...

وين ماشي ؟؟؟ إيجا حاجتي بيك ؟؟؟

أمرك ياهانم ...

أقعد على الكرسي

(رأيت يده ترتعش وهو يسحب الكرسي خوفا ثم جلس ) أمرك ...

شتخرج حوايجك مبلولة ؟؟؟ ما يزيش ما مزبلتك

لا بهدلة ولا حاجة يا مدام ... داه واجب ...

(نظرت في عينه أتطلّع ما يقصد فلم أفهم ) هات حوايجك نغسلهملك

(كاد يقفز من مجلسه حرجا لطلبي) لا لا يا هانم مش مشكلة حأغسلهم لوحدي

هات برك ... شنغسلهم بيدي أنا ؟؟؟

خطفت الملابس منه ووضعتها في آلة الغسيل وشغّلتها .... كانت عيناه ستخرج من مقلتيها دهشة مما أفعل ... تركته مندهشا وسحبت كرسيا وجلست أقابله ... إمتنع عن الأكل قائلا أن ذلك لا يجوز ... أصررت عليه ... قلت أنه تعويض عما سببته له ... حقيقة قطعة نقدية كانت كافية ... لكني أحببت وجوده بجانبي ...

تجرّأ ومدّ يده يقضم بعض ما قدّمت له ... جوعه أطلق يديه تلتهمان ما أمامه ... إكتفيت أنا بفنجان القهوة ... وضعت يدي على خدي ومرفقي على الطاولة أراقب صمته ... عيناه تتحاشيان النظر لي ... هل حبيبة أجمل مني ... هل يحبها ... ألم يثره جسدي ؟؟؟ ...

بدأت نار أخرى تلتهب في صدري وهو يتحاشى النظر لي ... كدت أنطق وأفسح عما يختزنه صدري ... فجأة سمعت صوت باب الشقة يفتح ... ماجد عاد ؟؟؟ ... أمر غير معقول ... أسبوع الجلسات في البرلمان يبيت في النزل مع زملائه ... ما الذي آتى به ؟؟؟ مصيبة لو ضبط منذر في البيت معي ..... أمرت منذر بالخروج من باب المطبخ ... تركته يستعد لذلك وهرولت للممر مرعوبة ...

قفزت من مكاني مرعوبا من هذه المصيبة ...لو ضبطني زوجها هكذا نصف عاري سأعدم على المكان ... صوت مدام سهام ترحّب به مستغربة عودته يصلني من الممر يؤكد أنه على بعد خطوتين مني ... فتحت باب المطبخ ... لم يكن باب المطبخ بل باب الثلاجة ... صوته يؤكد أنه في عتبة الباب ... أجلت عيني باحثا عن المفرّ ... بعيد عني ... سيضبطني ... فحشرت نفسي بسرعة في الثلاجة وأغلقت الباب من الداخل ...

هي ليست ثلاجة بل شاحنة نقل بضائع ... بركت متقرفصا في جزء صغير متحاشيا إحداث جلبة ... أحسست بتنهيدة الراحة تخرج من صدر سهام أننا لم نضبط ... دخل زوجها للمطبخ مستغربا ما تفعل ...

حشوة للأعماق من سهام عندما أعلمته أن الحمام فاض وقد قامت بتنشيفه لوحدها ... حشوة حارة منها جزاء لعملي ... آخرة خدمة الغز علقة على رأي المثل المصري ... المصيبة أن هذا الأقرع وضع الأواني في آلة التنظيف ... ونظفها بنفسه معتذرا لسهام عن الجهد الذي بذلته ... لم ينتبه لملابسي في الغسّالة ولا لكون الآواني تكفي شخصين ... ولا حتى لوجودي أسفل الثلاجة وهو يعيد بعض العلب لها ...

فقط سهام تغيّر لونها للأسود رعبا ... أُغلقت الثلاجة في وجهي وغاب الصوت ... بدأت برودة جدرانها تخز ضلوعي والظلمة تطبق على روحي ... تابوت فرعوني بارد ... بقايا البلل على صدري و هذا البرد وإنعدام القدرة على التنفس ... إنتهى أمري ... لو صرخت ضبطت ولو سكت قتلت ...

صوت غلق الباب الخارجي بقوّة يؤكّد نهايتي ... نور ساطع وظلّ رأس سهام تسحبني من يدي وتفتح باب المطبخ وتدفعني خارجا ... لم أتمالك نفسي ... ألم السقوط ... والبرد والجلوس متقرفصا في درج الثلاجة ... كل ما في يؤلمني ... لم أستطع تقويم عمودي الفقري إلا بصعوبة ... صوت صراخ يأتيني من السطح ... الدكتور يناديني ... قفزت الدرجات قفزا رغم الألم ... عيناه تشتعلان غضبا وسط وجهه الأحمر البغيض ... صلعته الصفراء يخرج الدخان منها ... ما إن لمحني حتى أسرع نحوي أمسك رقبتي يخنقني ...

وين كنت سي الشباب ؟؟؟

(إبتلعت ريقي بصعوبة) كنت بنظف السلّم ؟؟؟

شنيّة العملة إلي عملتها ؟؟؟؟

(رأيت ملكي الحساب يتأهبان ... لقد ضبطني ) عملت إيه يا باشا ؟؟؟

مش عارف روحك شعملت ؟؟؟

(بدأت قبضة يده تضغط بعنف) مش عارف ... بس آسف لو غلط في حاجة ...

(دفعني بقوة حتى إرتطم رأسي بالحائط من الخلف ... نفس مكان الكرة التي نبتت فيه عندي سقوطي) آسف ... شنعمل بيه الأسف متاعك ؟؟؟

(بركت على ركبتي أبكي ألما) يا باشا هو أنا عملت إيه بالضبط

(لو زاد صمته قليلا كنت سأعترف أني كنت مختفيا في ثلاجة بيته) يعني شبيك ما تشوفش المدام كان تستحق حاجة ؟؟؟ متكبّر علينا سيادتك ؟؟؟

(بدات أتنفس قليلا ماسحا دموعي) أنا كنت فاكركم مسافرين ... مش في البيت

(بلهجة سخرية مني) مسافرين ؟؟؟ مش في البيت ؟؟؟ (نظر في عيني بعنف ) من هنا لقدّام ... كل يوم تشوفها تستحقش حاجة وتنظف البيت وتغسل الماعون وكان لزم تحضرلها العشاء

كنت باركا على ركبتي أمامه ... ما إن رفعت نظري نحوه حتى وضع كف يده على وجهي ودفعني لأسقط أرضا ... لم أعلم ما أفعل هل أبكي أم أضحك ... نجوت بأعجوبة ... لكن يبدو أن خطتي وطموحاتي أجهضت ... ركل عنيف ينهال على بطني ووجهي .... قبل أن يغادر السطح بزق عليا " يلعن زبور أم الوسوخ إلي كيفك " ...

تحاملت على نفسي حتى دخلت الغرفة ... إصاباتي تؤلمني وروحي تنزف ... جلست على حافة السرير أضغط بيدي على مكان الألم في رأسي ... دموعي تنهمر ... كرهت هذا الرجل حتى وددت قتله ... هذه حقيقتهم ... متعالون متكبرون ... نحن العبيد وهم الأسياد ...

غرقت في دموعي ... حين خلت أن الحياة تفتح شفتيها تنوي التبسم لي ... أسقى كلّ هذا العلقم ... ما ذنبي ؟؟؟ .... بدأت ألعن العمارة بساكنيها على الحي على العاصمة على البلد بأسرها ... ربما هو عقاب السماء لي ... لم أفعل شيئا يستحق هذا ...

ربما هو عقاب على علاقتي بحبيبة ؟؟؟ ... لا بل رغبتي في مدام فريال هي السبب ... الأكيد أنه طموحي ... كنت أنوي التقرّب منه ليرفعني فلطمني ... رسالة واضحة أن ألزم حدودي ... لو ضبطني عنده في الشقة لقتلني ... مجرّد أنه توهم أني قصّرت في خدمة زوجته كانت نتيجتها هكذا ... يجب أن أراجع حساباتي ... لكن لا يحق له أن يشتم أمي ...

صوت خطوات يأتي من بعيد ... تصعد السلّم ببطء ... صرت أرتعب من قدوم أحدهم ... هل هو الدكتور عاد ليكمل صب جام غضبه ... لو كان هو سأكسر يديه وألقيه من السطح ... وليكن ما يكون ...

نار الغضب تشتعل في صدري ... رفعت رأسي لألمح مدام سهام تقف عند باب السطح ... صوتها الحنون الخافت يناديني ... موجة الغضب منعتني أن أرد ... باب الغرفة يقابل باب السطح ... رفعت رأسي لألمحها تقدم نحوي ... وقفت عند الباب طويلا تنتظر أن أرفع رأسي وأنظر لها ... عيناي تلتصقان بالأرض كأنهما موثقتان نحوها ... صوتها الحنون يطفئ ألسنة غضبي ...

تسمحلي أدخل ؟؟؟

(لم أرد عليها ... فقط ذلك النفس الثلاثي المتتالي الذي يصعد من الصدر عندما تحاول إنهاء البكاء قبل الأوان ... إهتزاز صدري أحرجني أمامها ... الرجال لا تبكي )

إنت زعلان مني ؟؟؟ ... تسمحلي أتكلّم معاك ؟؟؟

(صوتها العذب ونبرة صوتها المكسورة هزمت كبريائي) على أساس من حقي أمنعك ... ما هو أحنا لعبة عندكم ... أعملو فينا شتحبو ...

لم أستطع الحراك ... ولم أستطع كبت دموعي ... والشهقة لا تزال تهز صدري ... جلست بجانبي ... قانون الجاذبية خاطئ ... الوزن لا علاقة له بالمعادلة ... نعم إهتز الكون بإهتزاز السرير لجلوسها ... رائحة عطرها تدغدغ أنفي ... حرارة جسدها تتحدى قماش روبها القطني ... تحرق جانب فخذي الأيمن ... وتلسع كل عروقي ...

وضعت يدها على كتفي العاري ... ثم بدأت تداعب شعري كأم حنون ... لا بل كصديقة مقرّبة ... لم يربّت احد على أحزاني من قبل ... لم أشعر بتلك الحنية والحنان سابقا ... أصابعها اللينة تدغدغ جلدة رأسي تغوص في خطواتي ... حاولت كبت نحيبي إحتراما للمساتها فلم أقدر ... فإنفلت غصبا عني زفرة حارقة إهتز لها صدري ... وإهتز لها كيانها ... أظافرها تغوص في رأسي .. كأنها تحاول إقتلاع الذلّ من ذاكرتي ...

أنا آسفة ... أنا السبب ... بس ما كانش قدّامي حل آخر ...

... (حاولت الرد لكن ليونة يديها على رأسي جمّدت شراييني)

ياه للدرجة دي زعلان مني ؟؟؟ هو ماجد عملّك إيه ؟؟

(رغم كل ذلك الحنان وتلك الأنوثة مجرّد ذكر إسمه أمامي أشعل نار غضبي فإنفجرت في وجهها ) لا ماعمل شي ... مزبلني ... طيحني في القاع ... ضربني بكفوف ... ضربني بساقو ... سبلي أمي ... (لم أعلم كيف إنتفضت من جانبها رفعت عيني في عينها وإنطلق كلامي كالرصاص ... أنا واقف وهي جالسة منكسرة على حافة السرير) شوف يا مدام ... أنا صحيح زوالي وفقير ... لكني عشت وتربيت راجل ... مش خاطر عندكم نفوذ وشوية فلوس باش تستعبدونا ... ورحمة أمي إلي راجل سبها ... غير قدّرت إنه راجل كبير وفي عمر المرحوم بابا ... كنت كسّرتلو يديه وطيشتو من فوق السطح ...

(أرادت الكلام لكني كنت أسبق منها ) ....

(توجهت نحو خزانة الملابس وبدات أجمع ممتلكاتي) ... يلعن بو الخبزة إلي تخلّف الذّل .... نروح لبلادي ... نسرح بالمعزات ولا خبزتكم المرّة ...

كنت ملتفتا نحو الخزانة وأهمهم بكلمات كلها شتم للطبقة الغنية ... إحساسي بالكرامة عزز موقفي ... لم أشعر إلا بيدين تحيطان بذراعي من الخلف ... سرعان ما تحوّلت ذراعاها لكماشتين تعيقان حركتي ... تحاول منعي و تهدئة خاطري ....

هي تقولّ " يزي " وأنا أقول " سيّب " ... لا أنا توقّفت وإكتفيت ولا هي أطلقتني .... يداها الناعمتان لن تقدرا على كبح حركتي طويلا حتى لو تساهلت معها في نزال ودي ... حركة بسيطة مني وإنفلت من قبضتها ... إلتفت نحوها ... عيني تنظر في عينها مباشرة ... أمسكت يديها بقوّة ... ضغطت على أصابعها حتى سمعت طرقتهما في كفي ... عينها بدأت تلمع من دمع سببه الألم ... لا أدري كيف تجرّأت ودفعتها بعنف على السرير ... كنت انوي إبعادها عني ...

سقطت على السرير بقوة ... رباط روبها القطني إنفك بفعل الصراع الطويل بيننا ... إنفرد روبها القطني الناعم تحتها على السرير ... صدرها الأبيض الناعم مفرود أمام عيني ... جسدها الطري عاري أمامي إلاّ من كيلوت أزرق صغير ... فخذان مدوران وقصبتا رجل كعيدان المرمر ... أذهلني المنظر ... السياق كلّه لا يحتمل إلا إتجاها واحدا ... لم أشعر بنفسي إلا وقد إرتميت فوقها ... وضعت يدي على معصميها أشلّ حركتها ... غاصت شفاهي في رقبتها ... كنت أتوّقع مقاومة منها ... لكنها لم تتحرّك ... إغتصاب ناعم ... قرّبت شفتي الساخنتين بفعل الغضب من شفتيها ... لم تستجب ولم تشح بوجهها لتمنعني ... عقلي توقّف عن التفكير ... لن أفسّر شيئا ولن أقرأ عواقب خطوتي ... فل يكن ما يكون .... رحت أقبّل رقبتها نزولا بعنف ... عنف الجائع ... عنف السجين ... عنف الفقير ...هو عنف الثائر لا ريب ... وصلت شفتاي لمفرق صدرها ... مفرق لا فرق في إختيار الإتجاهات فيه ... هو سراط سواءا سقط عن يمينه أو شماله وجدت النعيم ... نعيم رضعت عسله من حلمتها الوردية ... تصلّبت وإنطلقت تعانق لساني أوّل ما لامستها ... إرتخاء عضلاتي يديها جعلني أطلق سراح معصميها ... يدي اليمنى تداعب ثديها الأيسر تعصر الخمر من نعومته ... خمر وصلتني رائحتها الفوّاحة من تحتها ... رائحة جذبت فمي ليزحف زحفه المقدس نحو بطنها ... طاف لساني بصرّتها ....وخزت الرائحة أنفي أكثر سرعان ما لبيت النداء ... بركت أرضا على ركبي ... غطس رأسي بين فخذيها ... قماش الكيلوت الناعم يبدو خشنا أمام نعومة جلدها ... دوائر قاتمة تؤكّد أن العسل فاض من شمع شفرتي كسها ... بضر صغير ناتئ تحت القماش الناعم ...

لم أخلع عنها الكيلوت ... مزقته بأسناني ... كذئب جائع في ليلة شتاء قارس ... عواء زعزع أركان الغرفة أوّل ما وصل طرف لساني للمفرق الوردي ... مفرق يزداد حمرة كلما غصت فيه ... كأنهر عسل مهل نار جحيم الجنة ... شفتاي عذّبت بضرها ... سحبته للأعلى .. عضضته بعنف ... حركت رأسي كسمكة تريد التخلّص من خيط صنّارة ... كلما صارعته سحبني نحوه ...

بدأت تخرج عن حيادها ... أصابعها الناعمة تحيط برأسي ... تقبض على رقبتي .. تريد حشر رأسي داخلها ... بطنها تهتز ... صدرها يرتفع للأعلى ... تواتر حركتها أنبأني أني أحسنت عملا ... قلّدت حركة حبيبة مع فريال مع لمسة ذكورية ريفية عنيفة ... إختلط لعابي بلبن جحيم رغبتها ...

توقفت فجأة وإنسحبت للوراء ... كنت أحرّك رجليا بعنف للتخلّص من بنطلوني حين رفعت رأسها من على السرير مستفسرة في خجل عن سبب توقفي ... عيناها الخجلتان إنفتحتا عن آخرهما ... قضيبي موجه نحوها كرمح يتأرجح ... أعتقد أن شفتيها أرادت الحركة ... لكني أمسكت برجليها من الأسفل ورفعتهما للأعلى متلاصقتين ... دون مقدّمات ودون إعتراض ... إنغرس قضيبي دفعة واحدة داخل كسّها ... حرارة جدران رحمها إلتقت بنيران الغضب والرغبة في دمي ... حركات سريعة دخولا ونزولا ... تقوسّت بطنها معها لترفعها للأعلى معتمدة على كتفيها ... صدرها مال يمينا ويسارا ... وضعت رجليها على كتفي ... وأمست بوسطها ... ضغط مضاعف في حركة عكسية ... طعن عنيف يدك رحمها ... كنت أستشعر حركتها من وقع ضرب كعب رجلها على كتفي ... حركات إهتزازية تزيد في عنفي ... بدأت آهاتها المكتومة تنفلت مع زلزلة أصابت جسدها ... كذبيحة تتخبط بين يدي ... أنا تعمّدت كتم آهاتي ... كتمت آهاتي وأفرغت رغبتي ... أفرغت كبتي وقهري ... جوعي وذلي ... نعم السيطرة لها طعم آخر ... سيل لبني يندفع نحو وجهها ... صدرها ... بطنها ... بين فخذيها ... ماء الرغبة المقدّسة يعمد خصلات شعر على جبينها ...

تراجعت خطوتين للوراء ... الحالة الطبيعية للإنسان ... يساورك الندم بمجرّد إنتهاءك من المتعة ... الغضب أول الفعل و الندم آخره لم يتركا لي الفرصة للتملي في جسدها الغض الطري ... حملت خوفي وهربت من أمامها تركتها مضرجة بماء رغبتينا وإنسحبت ... لم أجد مخرجا وأنا عاري سوى الحمام ...

لم يعد هناك مجال للتراجع ... لقد وقع ما وقع ... سأنتظر النتيجة .... فتحت ماء الدش ودخلت تحته بسرعة غير مبالي بغليان دمي وتجمّد الماء .... حركة خفيفة تأكّد أنها بعثت من مرقدها ... وقع خطواتها يقترب مني ... رأسها يطلّ من باب الحمام ...

وجهها جامد لا حركة فيه ... خمسة عشر سنة سجنا على أقلّ تقدير مع الرحمة والتخفيف ... طال صمتها وموتي ... نظرت نحوي طويلا قاستني من الأعلى للأسفل ... لم تتغيّر ملامحها .... ثم إنسحبت ... كاد يدركني الموت قبل أن يصلني صوتها ...

الماء في الحمام عندي سخن ... بس تعالى من باب المطبخ ... "

على كلماتها عاد النبض لقلبي ثانية ... قبل أن أتحسس صدري لتأكّد أنه فعلا ينبض ... أطّل رأسها من باب الحمام ثانية ... أشارت بكف يدها اليمنى وبسبابة اليسرى ووسطها للرقم سبعة .... قبل أن أستفسر عن الأمر إنسحبت ... فراغ كبير أصابني لغيابها عني لثواني ... قبل مغادرتها باب الغرفة ....

الساعة سبعة بالضبط ... بس من باب المطبخ مش من باب الثلاجة "

 

الجزء الرابع

سهام

---------------------------------------------

 

نزلت من سلّم السطح ... كل خطوة أخطوها للأسفل تصعد بروحي للسماء ... نزول المنتصر ... كفريق هزم في المباراة لكنه ترشّح للدور المقبل ... أهداف سجّلها منذر في شباك رغبتي ... لكنها رفعت رصيدي من النقاط ... مفارقة عجيبة وغريبة ...

فتحت باب الشقة بعجل ... سرعة من تريد الإنفراد بنفسها ... أغلقته خلفي وإستندت بظهري عليه ... أغمضت عيني أسترجع ذكريات ملحمتي القريبة ... كل تلك القوة في الفعل منه والإستسلام مني ... كل جزء في جسدي صار عبدا له ... خلعت الروب ... ودخلت غرفتي ... وقفت أمام المرآة أتأمّل جسدي ... بقايا مائه المقدّس تلتصق بجلدي ... على رقبتي ... حلمات صدري ... بطني ....

خلعت كيلوتي وقرّبته من أنفي ... أثار أسنان منذر التي نحتت رسما في صخر عمري ... قشعريرة أصابت جلدي لمجرّد ذكرى تلك اللحظات القريبة ....

إستلقيت على سريري وأغمضت عيني .... لم أنم ولم أصحو ... ذلك الشعور الجميل بالإستسلام يرفعني ... يمنحني جناحين أرفرف بهما في جنّة المتعة ... متعة من حصلت على جائزتها دون تعب .... ما كنت أراه بعيدا صار من الماضي ... بعض الأخطاء تكون نتيجتها أصوب من الصواب ... لولا تدخّل ماجد في سيرورة الحركة لكنت الآن أخطط لإستدراجه ... غضبه وما فعله بمنذر جعل الموضوع يسير بشكل مختلف لكني وصلت لما أريد ... يجب أن أشكر ماجد على ذلك ... هدية من الحجم الثقيل أهدانيها دون قصد ... لم أستطع النوم ... ولم أستطع متابعة التفكير ... دخلت الحمام ... كطفلة خلعت عنها ملابس العيد غصبا ... أزلت ما تركه منذر على جلدي ...

نظرت للساعة ... لم تتجاوز العاشرة ... ليتني سبّقت الموعد ... ساعات الإنتظار طويلة ... غيّرت ملابسي عشرات المرّات ... مثارة حتى ****يب ... كمراهقة تنتظر لقاء حبيبها أوّل مرّة ... رغم أن رائحته لم تفارق أنفي إلا منذ ثواني ... لففت نفسي بروب منزلي ... وخرجت للشرفة ... المنظر جميل ... والطقس رائع ... أشعة الشمس تداعب مسام جلد وجهي ورقبتي ... تبعث فيهما الحياة التي زرعها منذر في شراييني منذ قليل ...

رحت أراقب الحي الساكن لا حركة فيه ... لا شيء سوى بعض الأعشاب الخضراء تداعبها نسمات صباح خريفي إستعار يوما من الربيع ... نور سطع في قلبي ... منذر يجول بالحي ... حركته نشيطة ... يحمل الأكياس يضعها في مقلب القمامة ...صوت مكنسته يعزف على أوتار قلبي سنفونية الخلود العاشرة ... يعرج قليلا ... يبدو أن ماجد قد كان عنيفا معه ... شعره الأشقر الناعم يعكس نور الشمس ليرسم طريقي ... مكافأة أنت يا منذر ... آخرة صبري ... أي صبر بل هو صوم ... صوم على شريعة مجهولة .... نفس الطعم يجعلك تملّ ... وإن كان لذيذا ... ناهيك لو كان دون بهارات كطعم ماجد ...

بدأت حالة من الرهبة تسكن قلبي ... ذلك الإنقباض الذي يزيد ألم الإنتظار مرارة ... خشيت أن يتراجع منذر ... ربما يعاتبه ضميره ... ربما يعتريه الخوف مما فعل فلا يأتي ... لم أشبع منه ... لم أتذوقه ... مراقبتي له تزيد في عذابي ... لم أعد قادرة على الصبر ...

دخلت البيت ... كجارية تعد الجلسة تنتظر قدوم سيّدها ... نظّفت الصالون ... فرشت غرفة النوم ... مسحت الأرضية ... خلت ان تلك الأعمال ستخفف توتري ... لكن هي آماني ؟؟؟ كنت أرى صورته في كل مكان ... حتى صرت أهز رأسي لطردها ... فتحت الثلاجة ... لا شيء يصلح للطبخ ... كل شيء معلّب ... كرهت الاكل الجاهز ... و الجنس الجاهز ... أريد أن أتمتع بإعداده ...

قائمة طويلة من الطلبات ... لحم وخضار وفواكه ... كل ما يلزم سيدة بيت لتعد سهرة لرجلها ... نعم هو رجلي منذ الآن ... ضغطت على زر جهاز المناداة ... لم يصلني صوت منذر من تحت ... لم يجبني بدأ قلبي يرتجف خوفا ... كنت متأكدة أنه سيتراجع سيخاف عواقب فعلته ... سيخشى سطوتي والأدهى سيخاف زوجي ...

منذر

-------------------------------------------------------------------

زوجها سيقتلني لو ضبطني ... هي لم تمانع ... لم تقاوم إغتصابي لها ... إستسلامها جعل للفعل طعما آخر ... بدأت أوصالي ترتجف وأنا أضغط على زر المصعد ملبيا ندائها ... كنت متأكدا أنها غلطة ستندم عليها ... ربما ستنتقم مني .... على أقلّ تقدير ستسوي الأمر معي كأن شيئا لم يكن ... ربما هي أمنية مني ... الميزان تكافئ ... هو ضربني وأنا إغتصبت زوجته ... لن تواصل علاقتها معي ... أي علاقة ... بواب يغتصب إحدى سيدات المجتمع الراقي ... ويطمع أن تواصل معه ... لكنها طلبت مني الحضور مساءا ... الأكيد أنها كانت مجرّد نشوة عابرة ... تلك الساعات التي أمضتها لوحدها كفيلة أن تعيد فيها حساباتها ...

خطوات ثقيلة متثاقلة ... تمنين لو طالت المسافة بين باب المصعد وباب الشقّة ... إرتعشت أصابعي وأنا أضغط على زر الجرس ... ثواني طالت كالسرمد ... أطلّ رأس سهام من فتحة الباب الضيقة ... نظرة لوم وعتاب رمقتني بها ... كاد قلبي يتوقف رعبا ... لم أشعر إلا بيدها الناعمة تسحبني بقوة من ياقة قميصي للداخل ... تغيّر الزمن و النور والمكان جعلني أغمض عيني للحظات ... قبل أن أدرك ما يحصل وصلني صوتها العذب ...

مش قتلك ماعادش تجيني من الباب هاذا ؟؟؟

أمال أجي منين ؟؟؟

من الباب لآخر ؟؟؟ هو مش مسكّر ... كيف تحب تجي إيجا من غادي

أحب آجي ؟؟؟

إنت ما تحبش تجي أحذايا ؟؟؟

لا مش القصد ... بس الدكتور ...

(رمقتني بنظرة سخرية حنونة) يا خوّاف ...

(تلك النظرة إستفزّت كرامتي ... وأعتقد انها قصدت ذلك) إلي خاف نجا (وغمزتها وعضضت شفتي السفلى) ...

لا ما تخافش ... اليوم عندهم جلسة مسائلة الحكومة ومش باش يرجع إلا غدوة

يعني إيه ؟؟؟؟

يعني ؟؟؟؟ يعني ؟؟؟ (أخفضت رأسها حياءا ... لم يكن حياءا بل كانت تركّز نظرها على أسفل بطني )

(نظرتها وحدها كفيلة برفع نسبة همّة جيوشنا العربية ... إستعد ذلك الطليع تطبيقا لتعليمات عينيها ... رغم غرابة الموقف لكنه مثير) ... يعني إيه ؟؟؟

يعني ... طول الليل حأكون لوحدي ؟؟؟

طب النهار ؟؟؟؟

لم أعلم كيف سحبتني نحوها ... حركة سريعة سحبت بها رباط روبها الحريري ... كأني أراها لأوّل مرّة ... ستارة نافذة راقية إنفتحت يمينا ويسارا ... تفتحت عيناها عن آخرهما ... نظرة تقطر رغبة ودلالا ... بياض جلدها يشع لينير ممر شقتها ... غضروف رقبتها يتراقص صعودا ونزولا يعكس أنها تجاهد لإبتلاع ريقها ... صدرها النافر جمد تحت سوتيانها الأسود الشفاف ... شبكة سوداء تلّف قبتي لحم طري أبيض ... ربما حركتي أو رغبتها قطعت عنها النفس ... كانت تنظر في عيني مباشرة ... تلك الرجفة الخفيفة على شفتيها كريشة صيّاد تستفز أعتى الأسماك للإبتلاع الطعم ...

غرّ مثلي يتلبك في خطواته الأولى في الجنس ... لن يقاوم كل هذا الإغراء ... الجنس لا يخضع لمنطق ... ولا لعلم ولا لتخطيط ... قدرة تضعها الطبيعة في مكان ما في عقلك تقودك دون وعي ... هجمت على تلك الشفتين كقرش جائع منذ خلق ... تلامس شفتي الجائعة بطرف شفتيها الناعمتين ... الجاذبية وحدها تتكفّل بتعديل الوضعيات ... حركة بسيطة من رقبتها وهي تلف يديها بأسفل رقبتي ... وضعت الشفتين متقابلتين ... لا أعلم هل كنت أرتوي منها أو أسقيها ... يداها الناعمتان تعبثان في شعري كأصابع طفلة أضاعت خاتم زواج أمها على رمال الشاطئ ... تجول دون هدى لكنها تصل لبغيتها ...

لم أعلم كيف إنزلق الروب الناعم عن جسدها ... لم تهتم لمكان وقوعه ... بل ساعدتني في التخلّص من مشبك سوتيانها ... كنت لا أزال أهتم بشفتيها حين تراجعت للخلف قليلا ... أصابعها تتحرّك بسرعة عجيبة تفتح أزرار قميصي ... كأنها هي من خاطتها وفصّلتها ... تعرف مكانها دون إرشاد مغمضة العينين وشفتاها تعصران رغبتي بين شفتي ... فجأة إلتصقت حلماتها الصلبة الناعمة ... نعم الطبيعة وضعت كلّ التناقضات في جسد المرأة ... وتفننت في نحت جسد سهام تحديدا ... حلماتها تخزني في صدري تستحث همتي أن أواصل ... تسللت يدي لأسفل ... أمسكت تلك المؤخرة بكلتا يدي ... عصرتهما كغريق يتشبّث بآخر أمل له بالحياة ... سحبتها نحوي ... بدأ قضيبي يتوق للحرية من محبسه ... فركته بين فخذيها ... حركة ثلاثية لو تدربنا عليها سنين لن نتقنها بتلك الدقة ...

أصابعها تفتح أزرار بنطلوني وأصابعي تغوص بين قماش كيلوتها المشبّك تسحبه للأسفل ... آهات مزدوجة خرجت من صدرينا عبر أنوفنا ... حرارتي أحرقتها وحرارتها أثلجت حنقي الأبدي ...

لم أعلم كيف تخلّصت من ملابسي ... عاري تماما ملتصقا بمركز حرارة الكون بين يدي ... زبي يضطرب بين أصابعها ... كأنه يشكرها على صنيعها مكتفيا بذلك مطالبا بالمزيد ... فتحت عيني أبحث عن ملجأ ... عن مكان مناسب أنهي فيه هذه اللحظات الوردية ... أو أبدأها ...

باب الصالون بعيد ... وباب الغرفة موصد ... أحسست أني لو تحرّكت سيتغيّر طعم تلك اللحظة ... ستتغيّر رائحة تلك المتعة ... ستخفت حرارة تلك الرغبة ... وضعت يدي على وسطها ورفعتها للأعلى ... كانت كالريشة بين يدي ... طفلة صغيرة تتعلّق برقبة أبيها تستشعر الأمان ... شفتها تورّمت من الإحتكاك الناعم .... رحيقها سال على ذقني ... حلمتها تلتصق بصدري ... زبي يدق أبواب مفرق مؤخرتها ... حرارة ماء شهوتها يصليه نعيما ... وضعت يدي تحت مؤخرتها وهي متعلّقة برقبتي ... رفعتها للأعلى قليلا ... رأس زبي عرف طريق مدفنه ... سائر لحتفه طوعا كإنتحاري أقسم على أحد الخيارين ... النصر أو الإستشهاد .... نصرك وإستشهادك سواء ...

بدأت شفرات كسّها تتباعد معانقة طرف رأس زبي ... ما إن إستشعرت أن نصف حجم رأسه بدأ يشوى في حرارته ... حتى تركت يدي من تحت مؤخرتها ... دون مقدّمات إنغرس قضيبي بأكمله فيها ... آه عنيفة دوّت بالمكان ... خلت أن زبي المائل أفقيا سيخرق بطنها ويخرج منها ... أظافرها إنغرست في كتفي من خلف ... ألم ... أم متعة ؟؟؟ ... كنت أشعر أنها تحترق بين يدي ... أسندت ظهري للحائط ... لأحافظ على توازني ثم بدأت بالحركة ... أمسكتها من مؤخرتها ... ورحت أرفعها للأعلى والأسفل في حركة ميكانيكية مضبوطة الإيقاع والتوقيت ... زبي كالجذع المعقوف يغوص في زيت رغبتها ... بدأت ركبها تهتز ... وركبي تنساب ... بدأت أنسلّ تدريجيا حتى جلست أرضا ... ثم مددت رجليا وهي فوقي لا تجد من زبي فرارا ولا تبغيه ... تركتها تتولى الأمر ... كجنيّة تهتز فوق حرمه ... مؤخرتها الطرية تضرب فخذي ثم تهرب منها للأعلى ... بدأت أهتز ... وبدأت ترتعش ... رعشتها منعتها من مواصلة الحركة ... ألقت برأسها على صدري ثم ذابت ... روحي إنسحبت مع دفق مائي ...

ثقل رأسها على صدري لكن قوانا خارت ... على موكيت الممر كانت جولتنا الأولى ... نعم ما قبلها لا يحتسب ... أحسست بحبها برغبتها بشبقها بعطشها بجوعها يرويني ... نامت على صدري ونمت على البلاط ... سهام أفلتت من قوس حذرها ...

رفعت عينيها تنظر في عيني ... غرست أصابعها في رأسي تداعب شعري ... بدأ زبي يتراجع مفلتا من قبضة شفرتي كسها الرطبتين ... قامت متثاقلة من فوقي كأنها لا تبغي الفراق ... إنحنت تلتقط روبها من على الأرض ثم إلتفتت نحوي ... كنت أتبع جلد مؤخرتها الناعم ... لم أنتبه إلا وهي تختفي داخل الحمام ... كنت ألملم شتات روحي ... ما خلته إنتقام كان عربون حب يبدو أنه سيطول ... إغتصاب كدخلة شعبية ... فتح بابا تزيّن ما بداخله باللون الوردي ... صوتها الناعم يدعوني من الداخل ... خطوات سريعة كطير تجذبه دودة في فخ حريري ...

رغوات الصابون وروائحه تسحر أنفي تسحب روحي ... شعرها الأحمر يلقي بإنعكاسه الوردي على الماء ... حركة المائي تخلق دوائر كدوامات تسحب عيني ... تنويم مغنطيسي ... جاذبية الكون كلّها لا توازي جاذبية حركة إبهامها يدعوني للتقدّم ... لم أدرك نفسي إلا وأنا أقفز بجانبها في الحوض الساخن ... حرارة الماء لا تعادل حرارة ريقها ونحن ننهل القبلات ... هذه المقابلة تحتاج شوطا ثالثا وربما عديد الركلات الترجيحية ...

خرجت مثقل الخطوات ... منهك الحركات ... فقط قلبي يطير مرفرفا في الأرجاء ... نزلت لأرابط باب العمارة ... طعم اللحم البورجوازي لا يقارن ... صدق المصريون في وصفهم " لحم الهوانم " ... لا وصف أصدق منه ... جلست على الكرسي ورفعت رأسي للأعلى وأغمضت عيني ... روحي تحلّق فوق السحاب ... سعيد ... كلمة لا تكفي لوصف غبطتي ... الشمس تميل للعصر تعلن قرب موعدنا هذه الليلة ...

فجأة توقفت حافلة المدرسة ... نزل القردان الصغيران بصخبهما المعتاد ... هما إعتادا وجودي وانا إعتد وجودهما ... لكن حالتي لا تسمح بتسليتهما كالعادة ... منهك القوى ... طلبت منهما الجلوس بجانبي ... لم يتقبلا الأمر في البداية ثم وافقا مرحبين بإقتراحي أن أروي لهما قصّة ...

من تربى على يد جدتي ... سيكون حكواتيا لامعا ... قصّة أمي سيسي والقط (هي شخصية أسطورية لا علاقة لها بأحد حكام هذا الزمن) ... سيدة عجوز تكنس أمام البيت فوجدت قطعة نقود ... إشترت بها لحما وطبخته لإبنها فسرقه منها القط ... قصّة طريفة يعرفها كل الشعب إلا هاذين الطفلين ... إرتخاء أعصابي جعلني أرويها بطريقة أعجبت الطفلين ... يبدو أن شغفهما لم ينتهي بنهاية قصّتي ... كنت سأبدأ قصّة جديدة لكن سيّارة والدتهما توقفت أمام العمارة ... لم ينطلقا مسرعين نحوها مرحبين كعادتهما ... إنزعاج شديد بدى على وجهها ... رغم محاولتها التضاهر بعكس ذلك ... أمسكت يد إبنها الصغير وسحبته عنوة نحو باب المصعد ... أوّل مرّة أراها بتلك الحالة ....

سيّدة جميلة ... السيدة أمل .... هي الوحيدة في هذه الأنحاء التي تضع خمارا ... وجهها الأبيض يزداد تألقا تحت سواد غطاء رأسها ... عيناها الكستنائيتين على شكل قلبي لوز ... رموش سوداء داكنة تزينهما ببعض الماسكرا الخفيفة ... أنف مثلّث يتوسط وجنتيها الورديتين ... ويعلو شفتين حمراوتين ... رغم لبسها الواسع لكنه لم يستطع أن يخفي حجم صدرها الضخم ... لم أركز في سبب غضبها ... كل تفكيري كان منصبا في الجزء الثاني من هذا اليوم هذه الليلة الموعودة ...

أمل

--------------------------------------------------------------------

ليلة طويلة أخرى ... وحدة قاتلة ... حتى الولدان صارا أكثر إزعاجا ... منذ إنتقلنا لهذا الحي وأنا أشعر بالوحدة ... وحدة طالما رافقتني ... طفولتي المدللة عشتها وحيدة لا إخوة لي ... تربية صارمة ... أبعدتني عن الجميع ... عائلة ملتزمة حد النخاع ... كل شيء محرّم ... صديقاتي سيشوهن سمعتي بتصرفاتهن ... هكذا وصفت أمي علاقتي بهن ... من باب المدرسة لباب البيت ... والخروج يكون برفقة العائلة ...

أغلقت باب الغرفة بعد أن إطمئننت أن الولدين يراجعان دروسهما ... ضاق بي البيت على وسعه ... وحدة خانقة ... تخلّصت من حجابي من ملابسي ... وقفت طويلا أتملى شكلي أمام المرآة ... خطوط داكنة أسفل ظهري ... تعكس تغييرات في وزني ... مخلفات الحمل ... و فترة طويلة من اليأس ... يأس جعلني أدمن الطعام حتى تضاعف وزني ... ثم تداركت ... لم أعد لشكلي الطبيعي ... لكن شكلي صار جميلا ... تدور تضاريس جسدي يعكس ذلك ...

ما فائدة الجمال والجاذبية .... زوج بعيد لم أره منذ سنتين ... ملحق بالسفارة في الأراضي المقدّسة ... زواج أكثر من التقليدي ... والده خطبني من والدي ... قالت أمي أنه الأنسب لي ... ربما كان هذا صحيحا لو أني عاشرته وعرفت أخلاقه ...

زواج مرّت عليه إثنتا عشر سنة ... ولا زلت أشعر أنه غريب ... العري عيب ... حتى لو تعريّت أمام نفسك ... هكذا أوصتني أمي ... أسلاك شائكة زرعت على الحدود بيني وبين جسدي ... لففت نفسي بروب خفيف وإستلقيت على السرير ...

ألبوم صور زفافي يطل خجلا من رف يزين حائط الغرفة ... ذكريات لا ذكرى فيها ... وجوه لا ملامح فيها ... مشاعر لا أشعر بها ... خالد يبدو وسيما في الصور ... فستان زفاف أبيض لا يضهر منه سوى وجهي الأبيض ... وجه لا يعكس أي شعور ولا يحمل أي تعبير ...

ذكرى الليلة الأولى ... الرجل الأوّل ... القبلة الأولى ... الخيبة الكبرى ... خيبة من أجلت كل شيء لتلك اللحظة ... أوّل قبلة ... أوّل لمسة ... أول حضن ... أوّل رجل في حياتي ... دخلة لا روح فيها ... ككل النساء ذكراها لا تفارقني ... لكنها ذكرى مرّة ... فعل سريع ولا مبالات ... زواج كحكم بالسجن المخفف ... عزباء وأم لولدين ...

العزاء الوحيد هو أنه يجتهد لأجل مستقبله ومستقبل أولاده ... عمله في الخارجية يدر أموالا تكفي الجميع ... كثيرا ما طالبني هو واهلي بترك العمل .... لست بحاجة له ... هم يظنون ذلك ؟؟؟ ... العمل كان متنفسي الوحيد ... فرصتي الوحيدة للخروج من الأسر ... تسليتي الوحيدة ...

دخلت الحمام ... وقفت طويلا أمام الشباك الصغير ... ركزت نظري على السطح ... صدمت صباحا حين إكتشفت أن سطح غرفة السطح يطل على شبّاك حمامي ... أي مهندس رسم مخطط هذه العمارة ... أين درس الهندسة ...

أشعلت النور وأطفأته مرارا ... خلت أن تلك الإشارة ستسحب ذلك المتلصص الصغير ... لم أفهم شعوري ولم أتقبّله ... إثارة أن تكتشفي أن أحدهم يجهد نفسه بالتسلّق لذلك المكان لمراقبة جسدك كفيل وحده برفع منسوب الرغبة المنفجرة أصلا ... ألف سؤال طرحته هذا اليوم على نفسي ... هل كنت أنا المقصودة ؟؟؟ ... ربما كان يتلصص على غيري من الجارات ؟؟؟ ... في ذلك التوقيت كلّهن يكنّ في الحمام ... لا فقد وقعت عيني في عينه ... رغم المسافة أحسست بها ... لكن ما السبب ؟؟؟ مالذي دفعه لذلك ... حتى لو كان فظوله وشغفه لجسد مرأة مبررا بالنسبة لشاب في سنّه ... لكن لست أجملهن ...

وقفت أمام المرآة طويلا في حمام المكتب ... هذا الموقف سكن تفكيري ... هل أنا جذّابة ؟؟؟ سؤال لم أطرحه على نفسي قبلا ... مجرّد طرحه يعتبر إثما تجلد الروح بسببه ... تربية صارمة وتفكير عقيم ...

لم أستسغ لقمة من طعام العشاء ... لم أبالي بدموع الولدين وهما يخلدان للنوم دون قصّة ... أوّل مرّة أتفرّغ فيها لنفسي ...

دخلت غرفة النوم تطيّبت ... رطبّت جلدي بمراهم فوّاحة ... رائحتها تدغدغ الرغبة مرورا بخياشيمي ... وقفت طويلا أمام المرآة ... جسد أبيض جميل ... شعر أسود ناعم ... صدر كبير تئن بثقله كتفاي ... بطني هي الوحيدة التي شوّهت المنظر ... مؤخرتي رغم بعض الترهلات لكنها تبدو جذّابة ... جذابة لمن ؟؟؟ ... لا أحد يراني ... لباس " محتشم " فرض عليا فرضا ...

حتى في البيت رغم خلوه كنت أخاف العري ... كأن جسدي خطأ يجب عليا مداراته ... هذه اليلة لم تكن عادية ... لم ألبس شيئا ... عارية إلا من رغبتي تلفني ... نور خفيف ينبعث من فانوس بحانب السرير ... تتراقص تحت سلطته ظلال الأثاث ... ستارة النافذة ترقص في خجل مستجيبة لنغمات النسيم المتلصص من فتحات الشبّاك ...

نسيم يداعب مسام جلدي ... يبعث قشعريرة تتشوّك معها الشعيرات المجهرية على جسدي ... إستلقيت وقمت ... تقلّبت ... كمن تصارع النوم عبثا ... عقرب ساعة على الحائط يتحرّك ثابتا ... صوته صار يوازي دقات قلبي ... وضعت يدي على صدري أتصنت عزفه ... سنفونية حزينة تتخللها تنهيدة تحرق الظلوع ...

السرير البارد صار يشوي صبري ... كسجين إنفرادي رحت أجول الغرفة ... نعم عارية ... صدري يهتز ومؤخرتي تتأرجح ... مثّلت بظلي على الحائط مسرح الظلام ... هكذا حياتي هي ... إنعكاس مظلم لواقع مكبوت ... الكل يراني سعيدة ... لم أهتم يوما كيف يراني الناس ...

ولم أرى نفسي يوما ... فتحت كل الأدراج محاذرة أن يفيق أحد الطفلين ... مزاجي معكّر أصلا دون شغبهما ... فتّشت كل ملابسي ... لا روح ولا رائحة فيها ... فتحت خزانة خالد ... عبق الكمكمة يفوح منها ... كحياتي معه ... ركن لا يدخله النور ...

علبة صغيرة مغلّفة على شكل هدية ... كانت الحل الأمثل بالنسبة له للتعويض عن غيابه الطويل عني ... هي أوّل صدمة وآخرها ... زب إصطناعي ... فتحت العلبة ... شكل ذلك الشيء غريب لكنه جذّاب ... خليط سحري من مادة بلاستيكية لينة ... دقة تصميمه تجعل يشبه الحقيقي كثيرا لكنه بلا روح ... أصلا الحقيقي الذي جرّبته كان بلا روح ...

وضعت العلبة على السرير ووقفت طويلا أتملاها ... رجل يهدي زوجته قضيبا صناعيا للتعويض عن غيابه ... ألا يعتبر ذلك خيانة مني أو دياثة منه ؟؟؟ ... جسم غريب يخترق حرمة جسد زوجته برضاه ؟؟؟ ... هو رضي بذلك لكني لم أرضى ... سخرت منه كثيرا ... غروره ورجولته المزعومة جعلته يختار حجمه أقرب لحجم قضيبه ... ربما كي لا أكتشف شيئا جديدا في جسدي أو جسده ...

تهت في تلك الفكرة ... أليست تحيلا على الأخلاق ... أليست مراوغة للعرف والدين ... في النهاية ستعتبر خيانة ... كيف وصلت تلك الفكرة لرأسه ... أمسكت ذلك القضيب بين يدي قلّبته ... شممت ريحه ... تحسست روحه ... لم أشعر به ولم يجذبني ... ألقيته بعيدا عني وأغمضت عيني ... أصارع النوم حتى يطلع الفجر ...

منذر

--------------------------------------------------------------------

مع نور الفجر أطلقت سهام سراحي ... ليلة لن أنساها ما حييت .... حب ورغبة ونعومة ودفئ ... هكذا هي الحياة ... أو هي الجنّة ... كل ما فيها جميل ... رائحتها ... ملمسها ... نعومة جلدها ... حرارة جسدها ... طعم ريقها ... بقايا ماء شهوتها على شفتي ... أثار أحمر شفاهها على رقبتي ... خربشة أظافرها على كتفي ... لوحة رسمتها في حياتي ستتصدّر جدارية بطولاتي للأبد ...

فقط هو ذلك المجهود الذي بذلته ... لا أحد يمكنه أن يقوم بما قمت به أنا اليوم ... صعدت درجات السلّم لاهثا منهكا ... لكني طائر مرفرف سعيد ... جلست على حافة آخر درجة قرب باب السطح ... أحداث أربع وعشرون ساعة ... خوف و رغبة ... حزن وسعادة ... إغتصاب ونعومة ... حقد وحب ... جوع ونهم ... كل تناقضات الكون بين فجرين ... فجر الأمس وفجر اليوم ...

تحاملت ووقفت رغم إنهاكي ... لقد سحبت سهام عروقي ... توقّفت طويلا أنظر للسماء ... سحب داكنة تعلن إنتصاف فصل الخريف ... برودة هذا الصباح أكبر دليل ... فتحت باب غرفتي ... ضربت رأسي بكفي عندما رأيت أخشاب السرير عارية ... لقد نسيت تماما أني وضعتها على السطح لتنشف ... مجرّد تذكّر المعانات لتسلّق السطح تجعل مفاصلي تئن تلقائيا ...

جاهدت نفسي لأضع الصندوق الخشبي قرب الحائط ... ذراعي لم تستجيبا لرغبتي في التسلّق إلا بعد جهد ...الإجهاد جعلني أستلقي على الحشية بعد أن تأكدت من جفافها ... برودة قماشها من أثر ندى الفجر البارد بعثت قشعريرة في جسدي ... أشعلت سيجارة ... نفثت دخانها لكن مشاعري لم تنفث معها ... شيء ما يخنقني ...

البالونات الوردية ترتفع في الهواء خارجة من صدري ... روحي ترتعش مع كل ثانية أذكرها ... ما حصل مع سهام لا يوصف ...

بدأت أشعة الشمس الخجلة تصارع بعض سحب الصباح ... شيء من الدفئ يسري بين أوصالي المرتخية ... رفعت رأسي بجهد ... نظرت للأفق ... الصباح ينادي الكادحين ... كذلك الطامعين والراغبين ...

سحبني نور الشبّاك الصغير ... خيال جسد تلك المرأة تحت مياه الدش ... صورة مبهمة كظل فاتح ... الملامح غير واضحة لكنه مثير ... نمت على بطني وكفاي تسندان خدي ... نظري مركّز على تلك الشاشة الصغيرة ... شعور ممزوج بين الإرتخاء و الفتور ... لكن مشهدها مثير ... غريبة تلك الإثارة المبكرة لمن أمضى ليلة كليلتي ...

طالت فترة إستحمامها عن المتوقع ... طالت فترة تنشفها ... وترطبها ... تسريحها ... لا أعلم السبب لكن المشهد أثارني ... المجهود الجسدي وكثرة الإنفعلات النفسية ليوم أمس عطّلت كل آليات التفكير ورد الفعل في عقلي ...

دون مقدمات وفي حركة مفاجأة فتحت النافذة الصغيرة ... تقابلت عينانا لثواني ... لم أستوعب الموقف ولم أتحرك ... السيدة أمل تضبطني أتلصص عليها وهي تستحم ... نظرت في عيني مباشرة ... أعتى المنجمين يعجزون أمام تفسير تلك النظرة ...

ثواني أصبت فيها بالشلل ... شلل ممزوج بفتور العظلات ... الغريب في الأمر أني لم أخشى النتيجة ... تلبك الأمعاء الذي يستشعر المصائب لم يصبني ... فلم أتحرّك ...

أشعلت سيجارة وجلست مقرفصا ركبي تحت ذقني وعيني مسمّرة بذلك المربّع ... أين كانت أمل تقف منذ دقائق ... سحب وردية تحيط بعيني ... نفس ذلك الشعور الذي يعقب إستيقاضك من النوم بعد سكر طويل ... ثمالة الجنس أقوى من ثمالة الخمر ....

دقائق وسحبتني الحركة ثانية ... السيدة أمل تدخل الحمام كأنها تبحث عن شيء ... دون مقدمات رفعت نظرها نحوي ... أقسم أني رأيت حاجبيها يرتفعان للأعلى ... رغم بعد المسافة ... أغلقت الشبّاك في وجهي بعنف ... لم يبدأ قلبي في الخفقان رعبا ... حتى فتح ثانية ....

طال تحديقها بي ... ثم إنسحبت ... إنسحابها جعلني أفيق من غفوتي ... سيبدأ السكان في المغادرة ... قفزت من السطح ... لم أعلم كيف ردت الروح في عظلاتي ثانية ... دقيقة وكنت متهندما واقف باب العمارة كعادتي ... الغريب في الأمر أن المغادرين فقط هم الأزواج ... ربما هو يوم عيد للنساء ... لم تغادر إحداهن ... فقط هي أمل ...

فتح باب المصعد ... كنت أمسح أرضية المدخل ... تلك الثواني كانت أصعب من ألم الولادة ... تقابلت العينان دون خجل .. لم أعلم من أين أتتني الشجاعة ... لم أنزل عيني للأرض إنكسارا كعادتي ... بل حدّقت فيها ... غاصت نظراتي في عينيها حتى داعبت أوتار خجلها ... فإنسحبت عيناها هي ...

حركة قماش الخمار المحيط بوجهها تدلّ أنها تبسمت ... سحبت ولديها من يدهما محاولة جرّهما للخارج ... إنفلتت البنت من يد أمها وهرولت نحوي ... فاتحة ذراعيها ...

عمي منذر شتحكيلنا قصّة اليوم " ... بركت على ركبتي معانقا إيّاها ...

عينيا ليكم " ... مع تلك الكلمة رفعت نظري من الطفلة نحو والدتها ... إلتقت العينان ثانية ... هزيمة أخرى منها ... أشاحت بنظرها مبتسمة ... سحبت الولد من يده نحو باب العمارة ... " أيا زينب مكانش نمشي ونخلّيك " ... إنسحبت الطفلة ... قبل اللحاق بأمها ...طبعت قبلة على يديها ونفختها ... قلّدت فعلها ... في نفس الوقت الذي إلتفتت فيه السيدة أمل للتأكد من لحاق إبنتها بها ... فإستقبلت الأم القبلة الهوائية ...

قطبت حاجبيها للأسفل وعضت شفتيها ... كأنها تقول لي " عيب " ... هززت رأسي محاولا تفادي الصدمة في عقلي ... لم يلحق نظري خيالهم وهم يركبون السيّارة التي سرعان ما توارت خارج الحي ...

لم أفهم ما يحدث ... السيدة أمل ؟؟؟؟ ... هل يعقل ؟؟؟ ... متدينة ... متحجبة ... ملتزمة ؟؟؟ ... لكنها أرملة ؟؟؟ ... هل هي الوحدة ؟؟؟ ... لم أجد تفسيرا لتلك الحركات البسيطة المفاجأة ؟؟ ...

وقوف سيّارة الدكتور أمام العمارة منعني من التفكير ... كنت أتظاهر بالعمل بتنظيف المدخل ... صوت خطواته الثابتة أعاد ذكرى إهانته لي ... إمتلأ صدري غيضا وهو يمر بجانبي ... لم يتظر نحوي إحتقار لي ... مع صوت طنين باب المصعد معلنا إغلاقه ... ألقيت الممسحة على الأرض و ضربت كفي بمرفقي ... " عصبة ليك " ...

لقد إنتهكت حرمة بيتك ... لقد ركبت زوجتك ... مرّة غصبا ... ومرّات بطلبها ... مهما تسلّقت سلّم المجد والرقي الإجتماعي ... فرجولتي غلبت رجولتك ... فحولتي أشد من فحولتك ... وبشهادة رسمية موثقة من زوجتك .... لكن ما الذي أتى به اليوم ؟؟؟ ... سهام قالت انه سيغيب أيّاما ؟؟؟

عقلي لم يستوعب ما يحدث ... سهام وليلتها الحمراء ... أمل ؟؟؟ ... والتصرفات غير المبررة من كلينا ؟؟؟ ... باب المصعد أخرجني من تفكير الذي لم أفكّره ...

تلك العجوز المقيتة ... أخت سي توفيق ... تقف أمامي ترمقني بعين ثابتة ... أجالت نظرها تتفقد ما قمت به ... نظرة رضا في وجهها برّدت نار حنقي عليها ... وجودها حرمني من حبيبة ... ومنع وصولي لفريال ... لكنه فتح باب سهام وشباك أمل ...

خطواتها ثابتة رغم كبر سنها ... تقدّمت مني حتى كادت تلاصقني ...

شإسمك إنت ؟؟؟

(نبرة صوتها أدهشتني ... بعض الرقة فيها) منذر حضرتك ؟؟؟

إيجا معايا منذر ؟؟؟

رحت أتبعها دون أن أعرف وجهتها ... خرجنا من العمارة ثم من الحي ... جاهدت طويلا لتنسيق خطواتي لتوازي بطأ حركتها ... هدوء المكان والصمت المطبق على المكان أشعراني بالتوتر ... توتري لم يطل كثيرا ...

ما قتليش إنت منين ؟؟؟

لو قلتلك مش حتعرفي ؟؟؟

ههه علاش ؟؟؟

بلادنا مش عالخريطة ؟؟؟

لكن أنا نعرف تونس لكل ؟؟؟

بلادنا مستحيل تعرفها ؟؟؟

جرّب ؟؟؟

أنا من قرية صغيرة في الشمال ؟؟؟

سجنان ؟؟؟

(دهشت من دقة تصويبها) مش بعيدة عليها ؟؟؟

ريت كيف قتلك نعرف تونس الكل ؟؟؟

لا عندك الحق ... أنا آسف

حديثنا القصير جعلها تنسجم معي ... عرّفتها بنفسي ولم تعرفني شيئا عنها... إجتهدت لإضحاكها ... الطرافة في الحديث ليست طابعا مصطنعا عندي ... لم نمشي كثيرا حتى وصلنا أمام فرع لأحد البنوك ... ترددت كثيرا في الدخول لكنها أصرّت أن أرافقها ... إرتبكت ركبي من فخامة المكان ... ترحاب الموظفين وتملّقهم لها جعلني أتشجع ... تقمصت شخصية الحارس لها ...

لم أفهم ما دار من حديث بينها وبين رئيس الفرع ... لكنها كانت تتابع حساب شقيقها ... توفيق ... تتابع بدقة عمليات التنزيل ... الأرقام التي سمعتها مفزعة ... وكالات عقارية تودع أموال الإيجارات في حسابه ...

بدأ رأسي يدور ونحن نعود أدراجنا ... لم أنطق بكلمة واحدة لفترة تبدو طويلة ؟؟؟ ... مداخيل الإيجارات في شهر واحد ؟؟؟ تعتبر ثروة ؟؟؟ ...

شبيك ساكت ؟؟؟

لا عادي .. مش حابب أزعجك ؟؟؟

كإنك مصدوم ... (وقفت فوقفت لوقوفها ... حركت إصبعها مشيرة لكل العمارات والبنائات المجاورة ) هذي الكل ملك لتوفيق ...

صدمتي بانت على وجهي ... راحت تقص لي كيف كانت تلك المناطق جبالا وأراضي فلاحية ... إشتراها توفيق بثمن بخس من أصحابها ... ثم وفي سنوات قليلة أصبح المتر فيها يساوي ثروة ... وببعض القروض الميسرة بدأت البنائات تنمو والثروة تتضاعف ...

نعم تلك الطريقة معتمدة للآن في بلدنا ... تزاوج السلطة بالمال الفاسد ... ينتج مالا كثيرا ... لا يهم إن كان فاسدا في بلد يتنفس الفساد ... ليس توفيق وحده المستفيد ... المستكرشون كثر في بلدنا ...

ماكانت أريافا تحيط بالمدن صارت أحياء راقية ... تبدأ الدولة بقرارات تنفّر أصحاب تلك الأراضي عن الفلاحة ... قطع مياه الري القادمة من السدود ... منع حفر الأبار ... الرفع في ثمن البذور والأعلاف ... توريد منتجات تخنق المنتج المحلي ... يخسر الفلاح لسنين عديدة ... تيسر له قروضا من البنك الفلاحي ... و بالطبع يعجز عن تسديدها فيحجز على ممتلكاته وتباع بأبخس الأثمان ...

الكثير من الفلاحين نجو من هذا الفخ بالوقوع في الفخ الآخر ... البيع أقلّ من القيمة ... كذلك وثائق الملكية المزورة والحوز وغيرها ... غابات وجبال وهضاب ...

ما إن تصبح الأرض على ملك الشخصية المنتظرة ... حتى تعود الدولة لتلعب دورها النجس ثانية ... تظم تلك المناطق للخريطة العمرانية ... وتقوم بتهيأتها على حساب المجموعة الوطنية ... طرقات شاسعة وشبكات الماء والكهرباء والتصريف ... وبقدرة الفساد القادر تصبح منطقة راقية يتكالب الناس لسكناها ... وتتضاعف الثروات ...

المصيبة الكبرى أن تلك الإجرائات لم تنعكس على ضواحي المدن ... الفلاحون بالداخل ... خزّان التغذية للبلاد ... نفروا الفلاحة من كثرة الخسائر ... هجرو أرضهم ونزحو للمدن ومن كان يجمع سنبل القمح صار يجمع قوارير البلاستيك ... وطبعا فرطو في أراضيهم للأغنياء ... لكنهم إستعملوها في الفلاحة هذه المرّة ... فلاحة عصرية بقروض لا تسترد من مال المجموعة الوطنية ...

هذا غيض من فيض ... نحن نعيش عبيدا لعصابة من الفاسدين ... والمحظوظ هو الذي يركب ركبهم ... ثار الشعب على هذا الوضع فإستبدل فاسدا قد شبع ... بفاسدين تضوروا جوعا فتوحّش الفساد ... بين قديم يعرف الطريق وجديد متلهف لملأ الجزائن

وصلنا العمارة ... فتحت باب المصعد لصعود تلك السيدة ثم عدت لمكاني ... سيارة الدكتور غادرت ... شعرت بالراحة ... غيابه سيمنحني ليلة حمراء دافئة بين فخذي سهام ... تسللت لباب المطبخ ... إشتقت لها ... ربما قبلة حارة أو لمسة سريعة تبرّد ناري ... لكنه مغلق ... ولا حركة تجيب طرقي الخفيف ...

مرّ ذلك اليوم ثقيلا على قلبي ... العصر يعلن قرب إنتهاء النهار ... قدوم حافلة المدرسة والجلبة التي أحدثتها زينب وزياد ... إبنا أمل ... زينب صارت تعاملني بحنان عجيب ... تجري نحوي تعانقني تقبلني ...

برودة نسمات المساء حبستنا في مدخل العمارة ... مطالبات لحوحة منهما أن أروي لهما قصّة ... عقلي مشغول بغياب سهام ... رحت أختلق أحداثا لقصة مشوهة مقتبسة من عدة قصص ... الطفلان يتابعان بإهتمام وعيني تطارد أي خيال يقترب من باب العمارة ...

فقط سيّارة أمل هي التي توقفت ... قدومها قابله الأولاد بإمتعاض كون القصّة لم تنتهي ... نظرة أمل نحوي بتعجّب ... " إنتي تسحر ؟؟؟ " .. لم أفهم ما تقصده عن سحري ... ردت بنظرة أشبه بالمتاهة " أولادي عمرهم ما كانو هكا" ...

ثم سحبت إبنيها من بين يدي بعنف وصعدت لشقتها ... قارب المغيب ... لم تعد سهام ولا زوجها ... هل سافرا ؟؟؟ ... لا قالت أن زوجها مشغول ؟؟؟ ... هل ندمت على علاقتنا ... أبدا فأثار أضافرها لا تزال توسم صدري وكتفي ... أظلمت الدنيا ... وأظلمت عيني ... صعدت للسطح ... وقفت طويلا مستندا على سوره ... أحرقت سجائر كثيرة مطاردا أي نور سيّارة يقترب من الحي الهادئ ... علّها تأتي لكن أبدا ... بدأت أشعر بالبرد ... برد المساء الشتوي وبرد غياب من أحببت ... وصقيع الفظول القاتل أين ذهبت ...

دخلت الغرفة ... أخشاب السرير عارية ... تذكّرت تلك الحشية التي ألفت إقامتها فوق السطح ... تسلّقت لجلبها ... دون تفكير إنصب نظري على الشباك ... النور يسطع منه مأكدا أن زجاجه السميك مفتوح ... جلست طويلا أصطاد حركة داخل البيت ... أخيرا مرّت ... دخلت أمل للحمام ... وقفت طويلا أمام المغسل ... تأملت شعرها المنسدل ... لبسها الخفيف ... لماذا تخفي جمالها وراء كل تلك الملابس عند خروجها ...

مكوثي في الظلام منحني فرصة مراقبتها دون أن تضبطني ... تلك الصورة الوردية القادمة من المربع الصغير سلّت غياب سهام ... دون أن أشعر سحبت سيجارة وأشعلتها ... نور الولاعة الصغير كشف وجودي ... رأيت رأسها يقترب من الشبّاك ... ثم هربت مسرعة داخل شقتها ...

لطمت وجهي مرار ندما على قلّة حذري ... ألقيت الحشيّة بعنف على الأرض وكدت أن أقفز لاحقا بها ... نظرة وداع لمسرح رغبتي الصغير ... أمل تعود للحمام .. وقفت طويلا أمام الشباك كأنها تتأكد من وجودي ... كاد قلبي يقفز من مكانه طربا ...

بدأت بفتح أزرار قميصها ... خرجت عيني من مقلتيها ... صدرها النافر تحت سوتيانة لونها غامق لم أتبينه من المسافة ... لكن بياض جلدها يعكس نور مصابيح الحمام ... إستدارت بظهرها كأنها تطلب مني أن أفتح مشبك سوتيانها بعيني ... جلد ناعم أبيض ...رفعت رأسها للأعلى وقوست لوحتي كتفها لتسهيل التخلّص من المشبك ...

ألتفت نحوي ... كرتان من اللحم الطري تتدليان كقمرين في سماء ليلي الأسود ... توقفت لثواني عن الحركة ... هي تريدني أن أنظر لا شكّ ... إنحنت تنزع بنطلون بيجامتها ... شعرها المنسدل وحده كفيل بتغطية صقيع ليلي ... ثم إستوت واقفة ... قطعة قماش مثلّثة داكنة تغوص بين فخذين لا يمكن أن أخطأ إكتنازهما ...

إلتفت بظهرها ثانية ... دائرتا مؤخرتها البيضاء تدعوني للغوص فيهما أستخرج لآلئها المكنونة ... قبل أن تخلع كيلوتها سمعت صوت خطوات على السطح ... وصوت ينادي " منذر ... منذر فينك " قفزت من فوق السطح مرعوبا ... لكني حزين ... قطعت رغبتي قبل بدايتها ...

حبيبة وفريال تقفان أمامي وقد أفزعهما صوت سقوط الحشية الثقيلة على السطح .... حبية تستر نفسها بإيزار قطني و فريال تلتحف روبا صوفيا ناعما ... سحبتاني من يدي لداخل الغرفة ...

لم أصدّق نفسي ... خلت شوقهما جذبهما نحوي ... لكني أحبطت ... بدأتا تسألاني عن سرّ مرافقتي لأخت توفيق ... أحسست بشيء غريب بينهما ... لقد تجاهلتاني وواصلتا مغامرتهما بدوني ... لا شك وهذا مؤكد ...

أحسست بخيانتهما لي ... كذبت عليهما ... خلقت قصّة مغايرة عما حدث صباحا ... تركتاني لوحدي ... كلهن متماثلات ... حبيبة وفريال ... حتى سهام تاهت هذه الليلة دون إشارة ... بدأت أستشعر المرارة تغزو حلقي ... سحبت الحشية وإستلقيت أراجع كل ما حدث ...

أمل

-----------------------------------------------------------------------

ما الذي يحدث لي ؟؟؟ ... ماذا فعل بي هذا الشاب ... كل مبادئي هدمت في ساعات ... ما رأيته كان صحيحا ... رأيت فريال وحبيبة تدخلان غرفته ... أحسست بالغيرة منهما ؟؟؟ ... تخيلتهما ينعمان بأحضانه ... مجرّد التفكير بذلك يثيرني ... نعم يثيرني ... من يترك سيّدة وشابة مثل حبيبة ويرابط فوق السطح في هذا الجو البارد ... قد خيّر النظر لجسدي على التمتع بجسديهما ؟؟؟

لكن مالذي سحبهما نحوه ... سيدّة محترمة مثل فريال تقامر بسمعتها وترافق خادمتها لوكر ذلك الشاب ... لا بد أنه يخفي بين طيّات ثيابه ما يستحق المغامرة ...

بت ليلتي أتلوى رغبة وشوقا وغيرة وغيضا ... ما إن بزغ الفجر حتى رابطت بالحمام ... لا أعلم من يرقاب من ؟؟ ... نظري منصب فوق سطح العمارة ... طال إنتظاري ... لا حركة فيه ... بدأت الصورة تتوضح ... ألوان الحيطان تظهر جلية تأكّد أن شمس هذا اليوم ستهزم الغيوم ... كدت أنسحب لتحضير فطور الطفلين ... حتى لمحته يتحرّك فوق السطح ... راقبته يتمطى يطرد كسل النوم ... يرفع يديه للأعلى ... يقف على حافة أصابعه ... المسافة لم تسمح لي بالوصول لهدفي ...

خيبة أمل أصابتني وهو يتوجه نحو باب السطح ... يبدو أن فريال وحبيبة سحبت منه كل رغبة في الليل ... شعوري بالغيرة منهما أحرق قلبي ... أطفأت النور وأشعلته مرّات عديدة ... حركة يائسة مني علّه ينتبه لوجودي ... وإنتبه ...

الشبّاك مفتوح ... رأيته يتسلّق بخفة وسرعة ليربض فوق سطح الغرفة ... دون مقدمات هزمت خجلي .. لا أعلم هل هي رغبة أم غيرة ... نزعت ملابسي بسرعة ودخلت تحت الدش .. عارية أمام ناظريه ... كل جزء في جسدي يدعوه للتملي ... للتمتع ... متعة أن تشعري أنكّ مرغوب فيكي لا تضاهيها متعة ... نظراته أعادت الروح لرغبتي ... لا بل نفخت فيها روحا لم تكن فيها ... بدأت شفرات كسي تتباعد وحرارتي ترتفع ...

رغم عدم تعودي الأمر لكني تشجعت وليكن ما يكون ... أفرغت نصف قارورة الصابون في يدي ... فركت صدري براغويه الناعمة ... داعبت حلماتي التي أججت نار رغبتي ... يدي تسللّت بين فخذي ... أسندت ظهري للحائط ... رفعت رجلي اليمنى ... ونظرت نحوه مباشرة ... أقسم أني شعرت بعينيه تغوصان بين فخذي ... طارت رغبتي نحوه ... بظري الصلب يرقص طربا بين أصابعي ... لم أغمض عيني ... لكن تخّيلته ... يداه تكتشفان جسدي تغوصان في مؤخرتي تشدني نحوه .... رغبتي لم تمانع طويلا سرعان ما إهتز جسدي ... إنسحبت من الحمام عارية تحت نظره

الخواء الذي يعقب العادة السرية يفسح المجال للضمير أن يشعرك بالندم ... إن حق لي الندم سأندم على سنين القحط الطوال ... حضّرت الطفلين للمدرسة ... وصول الحافلة جعلني أرسلهما لوحدهما ... تبعتهما من الشرفة ... رأيت منذر يوصلهما حتى يركبا ... زينب تلوّح له مودعة ... هذا الشاب أسر الأم وإبنتها معا ...

ما إن إنطلقت الحافلة حتى رفع منذر رأسه للأعلى كأنه يستفسر سرّ غيابي ... ما إن إلتقت عينانا حتى حرّكت سبابتي داعية إيّاه بالصعود ... هكذا دون مقدّمات ... دقيقتان مرّت كالدهر أنتظر قدومه ... أذني تلاصق الباب ... عددت خطواته حتى وصل ...

قبل أن يدق الجرس فتحت الباب ... سحبته من يده الطرية القوية وأغلقت الباب خلفه ... أحسست بتردده ... أنا أصلا كنت أصارع نفسي ... أستجمع قواي كلّها ... أو أتخلى عن قوتي ...

ضغطت بصدري على صدره ... واقفا بيني وبين الحائط ... نظرة في عينيه مباشرة ... إرتجفت شفتانا ... لم أعلم من سحب الآخر نحوه ... وغصنا في قبلة الحياة ...

 

الجزء الخامس

 

حرارة إلتقاء الشفتين ... مهل يشوي وجه الرغبة المتجمدة في صدري ... لا أعلم كم لبثت أشرب من رحيقه ... فتحت عيني لثانية ... كانت عيناه مبرقتان من الدهشة ... لم أترك له المجال للتراجع ... كمن تخطف حقها في الحياة أسحب شفته السفلى بين شفتي وأتراجع برأسي للخلف حتى تنفلت مني ثم أعود لأنقض عليها ... أنفاسه بدأت تحرق أنفاسي ... وبدأ قلبي ينبض مع أول حركة من يده ... لامست أنامله الطرية القوية خدي ... إشارة أنه إستجاب لطلب رغبتي الصامت ... يدي تداعب صدره ... أناملي تتحسس حلماته ... عضلات ذراعيه ...

كلتا يديه صارتا تعصران وجهي ... تثبتان حركتي ... كفه القوية تمسك عنقي من الخلف ... تسحبني نحوه .. صارت شفتاه تتحكمان بشفتي ... برودة أرنبة أنفه تزيد لهيب الشوق نحوه ... إحدى يديه سكنت بين شعري وأذني ... لمسات ناعمة دفعتني للإستسلام لخبرته ... سال رحيق شفتينا على ذقوننا ... شممت ريح عرق جسده ... بدأت يدي تتحسس مكان أزرار بدلته ... لم تعاندني سرعان ما إستجابت ... يد تفتح الأزرار والأخرى تلامس اللحم ...

جلد فتي ينبض بالحياة ... عضلات صلبة دقيقة ... إنزلقت يدي من صدره نحو بطنه ... لامست أصابعي حافة بنطاله ... جاذبية غريبة تسحب يدي نحو هدفها ... تلك القبّة التي برزت بين فخذيه ... رعشة أصابت كلينا ما إن لامستها أطرافي

رعشة الصدمة الراضية صدرت عني ... ضغطت براحة يدي على قضيبه المنتصب فزاد عناده ... رغبته المتوقدة صبت جامها على شفتي ... صدري يحترق شوقا للقياه ... ويدي تتحرّق لملامسة ما يخفيه ... الأمر لم يعد يحتاج لمقدمات ... نزعت الروب القطني عن جسدي ... عارية أمامه تماما ... تراجعت للخلف خطوتين ... فسحت المجال له ليتملى في جائزته قبل أن ينالها ... لم يطل وقوفه ... سحبني من يدي نحوه وعاد يشرب رحيق شفتي ... إستسلمت لحركاته ... إستشعرت قبلاته تنزل من شفتي مرورا بذقني لتقطع رقبتي في سير ثابت حتى وصلت مفرق صدري ... تجمّدت حركاتي إلا من آهات إنتزعها من حلقي ... أمسك يدي اليمنى يعيدها بين فخذيه مطالبا بحقّه ...

لم أتردد في تلبية طلبه ... سرعان ما فككت زرار وسلسلة بنطاله ... تحرر ذلك المارد من محبسه ... أحسست أنه سيخرق قماش بوكسره الأبيض ... غاصت يدي بطولها تبحث عن منبته .... جحمه ألهب روحي ... حرارته جمّدت تفكيري ... كيس بيضاته الطرية يتراقص بين أصابعي .... حاولت القبض عليها بيدي لكنها تنفلت من بين أصابعي ... عبثي ألهبه .. نار أنفاسه تحرق صدري ... بدأت أتعب من صبري ... أمسكت حافة زبه الضخم بين أصابعي وقدته نحو الغرفة ... شفتان ملتصقتان ببعض ... لم نهتم بتخبط خطواتنا الزاحفة نحو الباب ... على حافة السرير طال عناقنا ... يدانا تكتشف منابع الرغبة في جسدينا ... عيل صبر كسي ... منذر أطال العبث في صدري ... بدأت الحمم تسيل بين شفرتيه ... كمن تعرف بغيتها دفعته ... وقع على السرير غير متوقع حركتي ... رفعت رجليه قليلا وسحبت بنطاله ... حجم قضيبه الضخم مرسوم تحت القماش الأبيض ... العين لا يمكنها تقدير حجمه ... فقط الكس كفيل بذلك ... دون تفكير فتحت رجليا وبركت فوق فخذيه ... عيناه تتطلعان لما أفعل ... الأمر لا يحتاج لتكهن ... أريد أن أحس بهذا العمود ينغرس داخلي ... خلعت بكسره بعنف من تتشبث بالحياة ...

رفعت مؤخرتي للأعلى قليلا ثم وازيت بين فخذي حتى قبّلت شفرتاي رأس قضيبه إجلالا ... تدور رأس قضيبه الضخم عاند في الولوج لفتحة كسي الضيقة ... في تلك اللحظة خلت أني سأتراجع ... ذلك الشعور بالرهبة ... رغم كل شيء فيبقى ما أفعله خيانة ... شيء جبلت على أنه حرام ...

ربما ملّ منذر الإنتظار ... ربما حرقته الرغبة ... وربما شعر بما أحس ... رفع وسطه للأعلى قليلا ... بدأ رأس قضيبه يخترق اللحم الناعم بين جدران رحمي ... حرارة ذلك الوافد الجديد هدمت كل فكرة للإنسحاب ... أي إنسحاب وأي تراجع ... آهات حارة إنتزعها دخوله فيا ... متعة و رغبة ونار تلهب جسدي ... توقفت قليلا حتى أتعوّد حجم هذا الوحش في رحمي ... سرعان ما إستجاب جسدي ... أمواج من مائي الرطب الحار سهّلت حركته في وسطي ... بدأ منذر يتحرك تحتي ... رغم متعتي لكني وضعت يدي على صدره أمنعه ... كنت أريد أن أقود تلك المعركة ... معركة لم أخطط لها ... فقط تبعت رغبتي لأصل لها ... سأترك رغبتي تقودها .... كسمكة علقت في شباك حريرية رحت أتخبط فوقه ... حجم زبه الكبير لامس مناطق لم أخل أنه يمكن الوصول لها يوما ... عزف أوتار بدأت تصدأ في روحي ... إهتززت ... صوت زحلقة زبه في داخلي تؤكد أن جسدي أثارته تلك اللحظات ... بدأت أرتعش وبدأت حركاته تتسارع ... لم يستسلم لطلبي بالهدوء ... بدأ يرهز صعودا ... دق زبه في رحمي على وزن دفوف حضرة حضر فيها كل أسياد المتعة ... كدرويشة رقصت فوق صومعته .... إرتعشت ودفقت نار رغبتي ... إرتعش وأطفأ لهيبي بماء زاد ناري ...

خارت قواي وسابت مفاصلي ألقيت ألقيت رأسي على صدره ... ونمت ... دقات قلبه منتظمة تؤكد أنه سعيد ... هدوء أنفاسه يؤكّد أنه تعودني ... لامست صدره وتهت بين شعيراته ... لا أعلم كم لبثت ... لكنه بضع اليوم ...

فتحت عيني نظرت في عينيه مباشرة ... ثم غصت في شفتيه في قبلة حب حقيقي ... حب لم أجرّبه قبلا ... ولم أتخيّل أني سأعيشه يوما .... الحرام هو أن أحرم من هذا الشعور

منذر

---------------------------------------------------------

صوت منبه قوي تحت العمارة يدعوني للنزول ... إنتفضت من تحت أمل ورحت ألملم ملابسي ... لم تتحرّك ... يبدو أنها منهكة أكثر مني .... نظرت لها وودعتها بقبلة هوائية وخرجت مسرعا مستفسرا سبب هذا الضجيج ...

شاحنة كبيرة تقف أمام باب العمارة ... عمّال ينزلون منها ... كتب عليها ... شركة نقل الأثاث ... لم أفهم ما يحدث ... هل هناك سكان جدد ؟؟؟ أين سيقيمون ؟؟؟ ...

سيّارة الدكتور تصل لتقف خلفها ... أوامر صارمة للعمال بالتحرّك ... وسرعان ما إقتحموا العمارة ... كالمشدوه والمصدوم ... لم يحتج الأمر تفكير طويلا ... سهام وزوجها سيغادران العمارة سيغيران مكان السكن ... أحسست بالغصة تحرقني ...

لم أتحرّك من مكاني رابطت فيه ... ليس بإختياري إنما مجبرا ... منهك القوى ... كئيب الروح ... مصدوم .... سرعان ما قامت خليّة النمل تلك بتفكيك أثاث البيت ... أثاث كان شاهد على يوم حب سرعان ما تلاشى الأمل في تكراره ...

كنت أراقب كل قطعة تنزل بين يدي العمال علي أجد ريحها فيها ... إبيضت عيناي دمعا عليها ...

ساعات قليلة ونقل كل شيء تقريبا ... رحلت الشاحنة وتلتها سيّارة الدكتور ... صداع شديد أشبه بالغيبوبة أصابني ... لم أفهم ما يحدث لي ... في الأوّل أفقد حبيبة و أيأس من فريال ... فتعوضني الأقدار بسهام ... لم أشبع منها بعد حتى ذابت في طيّات القدر فأتعثّر في أمل دون مقدمات ...

أمل ؟؟؟ ... آخر من كنت أتوقع الوصول لها ... أصلا لم أفكّر في النظر لها ... منذ ساعات كانت تتفانى في تمتيعي ... أو تمتيع نفسها بي ...

غريب أمر قلبي ... أحببت حبيبة وعشقت فريال ... هويت سهام وولهت بأمل ؟؟؟

يوم سرعان ما مرّ ... مشاعر متضاربة وتيه متواصل ... صدمات تتلوه الصدمات ... كلها تصدمني حلوها ومرّها ... عمارة العجب هذه تختزن أسرارا عدّة ...

وصلت حافلة المدرسة ... نزلت زينب وأخوها مسرعين مهرولين مرحبين بي ... غمراني قبلا مطالبين بحقهما في القصّة .. كنت سأبدأ بسردها حين نزلت أمهما تستقبلهما ... لم تستجب لإستجدائهما ... سحبتهما من يديهما وولجت المصعد دون أي نظرة نحوي ...

تجمد الدم في عروقي .... سرقت روحي ثانية ... هل ندمت ؟؟؟ ... ألم أعجبها ؟؟؟ ... كانت تتلوى من المتعة فوقي ... ؟؟؟ ... لما كل هذا البرود ؟؟؟ ... لما كل هذا الغموض ؟؟؟؟ ... كان يمكن أن تبرّد ناري بنظرة ...

قبل أن أستوعب ما يحدث توقفت سيّارة الدكتور أمام الباب ... نزلت سهام ... وجهها أنار ظلمة روحي ... وقع خطواتها وهي تعانق زوجها ويتوجهان نحو باب المصعد يشبه صوت المنشار ينشر ضلوعي ... كيف تعانقه هكذا أمامي ؟؟؟ ...

هل تتصنع السعادة معه ؟؟؟ ... أم تتصنّع الحب معي ؟؟؟؟ .... سرعان ما نستني وسرعان ما أخفاهما باب المصعد ... أردت اللحاق بها ... سحبها من يد زوجها ... نهرها سؤالها عما تفعل وعما فعلت وعما فعلنا ؟؟؟ ... لكني تماسكت ...

تهت وتاهت أفكاري ... خرجت أستنشق الهواء في الخارج ... الجو أصبح يخنقني ... لم أعلم كم مضى علي من وقت في الهم والغم حتى رأيتهما يخرجان ... حركة متعالية من الدكتور تأمرني بالقدوم ...

هرولت نحوه لم أركز في كلامه ... كنت أبحث عن نظرة في عين سهام أحدد بها قراري ... لكنها كانت تغرس رأسها تداعب هاتفها ... قضي الأمر ...

وضع الدكتور في يدي مفتاحين ... ولفة من الأوراق النقدية ... قال بصوت عالي .. " هكا خالصين " ... خالصين ؟؟؟؟ ... لا أبدا ... أنا مدين لك ؟؟؟ ... وزوجتك مدينة لي ..؟؟؟

صوت ضحكهما غلب صوت هدير المحرّك ... ضحكة أنهت أمالي ... أغمضت عيني متحاشيا الدوار الذي أصابني ... فقدت سهام للأبد ...

دقائق طويلة مرّت عليا في اللامكان واللازمان واللاشعور ... وقعت لفّة النقود من يدي فإنتبهت من غفلتي ... مبلغ ضخم ...

دخلت العمارة ... صعدت لشقّة سي توفيق ... فتحت لي حبية الباب متعجبة ... نبرة تنهرني بها معاتبة قدومي ... كرهتها كما كرهت سهام ... كيف نسيتا ما بيننا بسهولة ...

لويت شفتي وبصوت عالي أعلمتها أني أبحث عن سي توفيق ... صوت أخته من الداخل سمح لي بالدخول ... في الصالون ... فوق نفس الكنبة التي غاصت عيني بين فخذي فريال فيها وجدته مستلقيا ... رغم نحول جسمه لكنه يبدو بخير ...

لاباس يا ولدي ؟؟؟

لا أبدا ... الدكتور ترك الشقة ؟؟

متأكّد ؟؟؟ ...

أيوة ... ودي المفاتيح ... (وضعت المفاتيح على المنضدة أمامه ودسست يدي في جيبي لأضع الأموال لكنه سبقني بالكلام) ...

أحسن .. أنا ما كنتش نهضمو ... ملايكته رزينة (المرادف لدمه ثقيل)

... (لم أجد ما أقول فأنا أمقته)

باهي برى نظّفها ومن غدوة شوف حد آخر يسكن فيها (ثم سكت قليلا كأنه يراجع حساباته) ... ما جبدلكش عالفلوس

... (كانت الأوراق النقدية بين أصابعي ... كنت سأسحبها )

هو دافع شهرين ضمان ... وعندو شهر مش خالص ؟؟؟ ... بول عليه ...

إشارة من يده تأمرني بالإنصراف ... أخذت المفاتيح وخرجت مسرعا غير مصدّق ... فتحت باب الشقة 5 ودخلت مسرعا ... رائحة سهام إختفت منها ... لكنها لا تزال تسكن قلبي ... كل شبر في البيت يذكرني بها ...

أجلت النظر فيها ... لقد تركوا بعض الأثاث ... نصف الصالون ... تلفاز معلّق على الحائط ... غرفة النوم كما هي تقريبا ... بعض أواني بالمطبخ ... وبعض المناشف في الحمام ... كيف سأتخلّص منها ؟؟؟ ... الأموال بجيبي أنستني ألم جرح سهام ...

سحبت تلك اللفة ... عددت أوراقها ... ألف دينار ؟؟؟ ... إيجار شهر ؟؟؟ ... لم أصدق يدي وعيني وعقلي ... خفت ورعبت ... أردت العودة لبيت سي توفيق والتخلّص من تلك التهمة ...

فتحت باب الشقة وهممت بالخروج ... زينب تناديني بصوتها البريء ... إلتفت خلفي لأجدها في لباس نومها ... إستغربت وجودها ... أمسكت يدي وتعلقت بي تريدني أن أرفعها ... عانقتها ... همست في أذني قائلة ... " إيجا باش تحكيلنا قصة قبل ما نرقدو " ... لم أصدقّ ما أسمع ... أفهمتني وهي تمطرني قبلا أنهما أقنعتا أمهما بأن أتولى مهمة قصة قبل النوم ...

نزلت السلّم وهي تتعلّق برقبتي ... دخلنا من باب المطبخ ... كل مشاعر الكون تتصارع في صدري ... هندسة العمارة تجعل البيوت متشابهة ... قادتني الطفلة لغرفتهما تكاد تطير من الفرحة ... لم ألمح أمهما لكني سمعت صوتها تتحدّث في الهاتف ..

غرفة جميلة فخمة مزينة برسوم على الحائط ... فئران وبط ... أبطال رسوم متحرّكة ... البنت تنام يمينا والولد يسارا ... سريران متشابهان ... سحبت كرسيا من مكتب يدرسان عليه ... وبدأت أروي لهما القصّة ... بطل أسطوري يهزم الأشرار ... البنات يعجبهن الأبطال ... منذ الصغر يتخيّلنه فارس الأحلام ... والأولاد يتخيلون انفسهم هم الأبطال ... لن أحبط آمال الجيل القادم ... علّهم يغيرون الواقع ... لم تنتصف قصتي بعد حتى هدأت أنفاسهما ... إنسحبت بعد أن تأكّدت من نومهما ...

وقفت مترددا قليلا ... لم أرى أمل ولم أسمع صوتها ... مجرّد وجودي ببيتها دفع قضيبي للإنتصاب ... خيّرت الإنسحاب من باب المطبخ ... يبدو أنها لا تريد أن تقابلني ثانية ... خطوت أوّل خطوة نحوه ...

الباب مفتوح ... المطبخ يبدو مظلما إلا من نور خفيف ... دخلت لأصدم بمشهد لا يوصف ... طاولة الطعام منمقة عليها أطباق طعام رائحته تستفز جوعي ... شمعتان تبعثان نورا ورائحة تسحر الروح ... أمل تقف أمامي ...

شعرها منسدل حتى كتفيها ... تلف جسدها بقميص نوم أسود شفاف يطلّ من تحته صدرها النافر الضخم يعانق السماء في سوتيانة سوداء ... فخذاها المدوران يقبضان على مثلث قماش يستر كسها الضخم في خجل ... رائحة عطرها تدغدغ أنفي ...

تسمّرت مكاني ... كانت تنظر للأرض في حياء ... حياء الراغبة المتمنعة ... دون كلام سحبت كرسيها وجلست تطلب مني الجلوس قبالتها ... كل ما في هذا الجو مغري ... لا يمكنني مقاومة رغبات بطني وأنفي وصدري ... سحبت الكرسي وجلست ...

الأولاد رقدو ؟؟؟

زي الملايكة ... أصلا ما كملتلهمش القصّة ...

مش قتلك راك تسحر ؟؟؟

نسحر ؟؟؟

أه ؟؟؟ من يوم الأولاد ما عرفوك وهما تبدلو ...

تبدلو ؟؟؟

أي ... زينب تقرى دروسها وترقد ... حتى زياد ماعادش يبول في فرشو ... وجودك بدّل حياتنا ...

(أعجبتني إشارتها ) حياتكم ؟؟؟

(أطرقت برأسها كأنها خجلت مما فعلنا صباحا) ... حياتنا الكل ... من يوم ما زوجي سافر وأحنا وحدنا ... وجودك غيّر فينا برشة حاجات

سافر ؟؟؟

أي سافر ... يخدم في سفارة تونس في السعودية ؟؟؟

(فتحت فمي دهشة ... السعودية ؟؟؟ ... كنت أضنه ميتا ؟؟؟ ... الولد قال أن والده عند ربي ... أخيرا عرفت عنوان الخالق ... سأرسل دعائي على العنوان الجديد .) بصراحة كنت فاكرو متوفي ... آسف ...

من غير أسف ... هو أصلا مش حي ... مش موجود في كيان أسرتنا

راحت تروي لي بالتفصيل كل حياتها ... كنت أستمع لها بإهتمام ... أقضم بعض الطعام ثم أركّز في كلامها ... بدأت أكتسب الخبرة في النساء ... أمل تريد رجلا مميزا ... حنونا وقويا ... عنيفا وناعما ... وصفها لحياتها مع زوجها أكد ذلك ... هي لم تكن تصفه بل تصف النقص الذي تشعر به معه ...

عشاء رومانسي تحت ضوء الشموع ... رأيت دمعة تتسلل من عينيها ... رق قلبي لها ... أنا سريع الوقوع في الحب ... سحبتها من يدها ... وقفت تنظر في عيني مباشرة كأنها تتسائل عما أريد أن أفعل بها ... قبّلت وجنتها ... جبينها ... حضنتها حتى كدت أحشرها في صدري ... داعبت شعرها وداعبت يداها ظهري ... مصصت شفتيها أعدت لهما الروح ... رطبت جفاف صدرها ... لم يعاندني السوتيان فسرعان ما إنسحب تاركا المجال لشفتي ترضعان حلمتيها ... بدأت ركبها تهتز ... أجلستها على الكرسي ... فتحت فخذيها ... خلعت كيلوتها ... كانت تنظر لحركاتي غير مستوعبة ...

قبّلت نعومة جلد فخذيها ... صعود حنون ... وصلت بينهما ... مخزن الأسرار ... رائحة قوية جذّابة ... ملمس ناعم خشن يداعب لساني ... غصت بين شفرتيها ... لثمت بضرها ... طعم مالح مسكّر .. كل الأضداد تجتمع هناك ... بدأت أمل تتمتع بما أفعل ... إستسلمت وألقت برأسها للخلف ... يد تمسك حافة الكرسي أن لاتقع من فوقه ويدها الأخرى تداعب صدرها ...

الطبيعة وازت آهاتها بدفقات رغبتها ... بدأت ترتعش ... ترفع رجليها للأعلى ثم تطبق بفخذيها على رقبتي ... شربت روح رغبتها ... عصير قطّرته من سنين جوعها ... لم أشبع منها ولم تصل بغيتها ... فتحت بنطالي وتخلّصت من كل ملابسي في ثواني ... لم تترك لها الوضعية الفرصة لتفهم ما يحدث ... غرست قضيبي ببطئ بين شفرتي كسها ... رحبت به بآهات زلزلت سكون المطبخ ... بدأت أتحرك للخلف والأمام ... فقط رأسه داخلها ... قصدت أن أستفز رغبتها أكثر ... ثم أدخل جزءا آخر منه وأواصل الحركة ... كل مسام جسدها تفتحت ... كل فتحاتها تجاوبت ... ألقت برأسها للخلف ... نصف ظهرها على الكرسي ... شعرها يلامس الأرض ورجلاها تعانقان السماء ... وضعية بهلوانية طارت معها روحها ... إرتعشت وإهتزت ... صرخت وتلوت ... دفقت نار أحرقت قضيبي ...

لم أبلغ نشوتي وطارت بها نشوتها ... كنت أشعر بالغيرة ... رغم سعادتي ... خارت قواها ... سحبتها لتقف ... وضعت يدي على كتفها ... بركت على ركبتيها أمامي ... زبي المدهون برحيق شهوتها يلامس شفتيها ... يبدو أنها قرفت من ذلك ... دون تردد دفعت قضيبي بين شفتيها ... قبّلته تلعق رحيق رغبتها من فوقه ... ما إن دخل رأسه فمها الرطب ... لم أتمالك نفسي ... قذفت مائي داخل فمها ... كل النساء تقرف من ذلك ... تراجعت للخلف ... مصدومة ... خشيت أن تكره صنيعي فتنفرني ... سحبتها من يدها لتقف وقبّلت شفتيها ... مزيج رباعي من ريقنا وماء كسها وماء زبي بين شفتي ... جاهدت نفسي أن لا أفرغ ما في بطني ...

مفارقة غريبة ... قرف ممتع ... دخلنا نستحم سويا ... جسمها المدوّر الناعم يتراقص أمامي ... أحسست أنها ترغب في المزيد لكن جسدي لم يستجب ... لقد فرغت كلّ رغباتي ... رغم أني أردت الإنسحاب لكنها أصرّت أن أبيت عندها ...

سرير وثير وحضن دافئ ... نمت كنوم الرضع بين أحضانها ... صوتها يهدهدني ...

مع زقزقة أوّل عصفور تجرّأ وإقتحم هذا الحي ... أحسست بيدها تهز صدري لأستيقظ ... مثقلا ثملا من سكرة الحب ... أفرغت ما خزنته كليتاي طوال الليل ... التبوّل صباحا ممتع كممارسة الجنس ... لا ينتهي .. رفعت رأسي نحو شبّاك الحمام ...

غسلت وجهي وفتحته ... نظرت نحو سطح غرفتي ... البارحة في نفس التوقيت ... كنت أربض هناك ... واليوم أنا هنا ... لا أحد يعلم غدا أين سأكون ... عمارة العجب هذي ؟؟؟

أمل ودعتني من باب المطبخ كزوجة حنونة توصل زوجها المنطلق للعمل ... قبّلتها طويلا ثم أغلقت الباب ... ما إن خطوت خطوة نحو الأسفل حتى صعقت ... وقع خطوات تقفز نزولا في السلّم ... لم أجد بدا إلا من الهرب ... أحدهم ضبطني ... أو كاد ...

نزلت بأقصى سرعتي ... وقفت لاهثا أمام باب العمارة ... نظرت خلفي مرارا .. أقنعت نفسي أني كنت أتخيّل ... كذبت على نفسي وصدقتها .... بدأت أمسح مدخل العمارة ... أمسكت الخرطوم وبدأت بالرش أمامها ... الأمر غير ضروري ... لكني كنت ألهي نفسي بأي شيء يبعدني عن التفكير في موضوع الخطوات على السلّم ...

صوت فتح باب العمارة خلفي ... إلتفت ... السيدة سهير ... ساكنة الشقة رقم ثلاثة ... لم أعرفها ... لقد غيّرت لون شعرها ... وقصّته ... ملابس رياضية ضيقة ... صدرها يظهر تحتها بكل تفاصيله ... تبان مطاطي يظهر تكوّر كسها بينه ... سمعات تتدلى من أذنيها .. مرّت بجانبي ... لم أصدّق أذني لقد صبّحت عليا ...

لا أعلم هل سمعتني وأنا أرد عليها أم لا ... فقد إنتبهت من غفوتي بعد أن تجاوزتني بأمتار ... وقفت مشدوها والماء ينصب من الخرطوم حتى شكّل بركا كبيرة في الطريق ... رحت أراقبها تجري ... كل ما فيها مثير ... إهتزاز ردفيها ... تأرجح ثدييها ... تموّج شعرها ... حمرة خدودها ... كانت تمر أمامي مركزة في جريها كأني غير موجود ... لا أعلم كم مر عليا من الوقت ... وجود الجمال حولي يعطّل ساعة عقلي ... أنهت حصة رياضتها ودخلت العمارة ...

مرّت الأيام تباعا ... أبيت عند أمل ... أنهل من جسدها وتشبع من جسدي ... تعودتها ... نكتها ونكت حبيبة وسهام فيها .... فقط فريال هي التي لم تبرد ناري نحوها ... لكن قربي من سي توفيق منعني ... صرت أرافقه يوميا في جولة أدفع به كرسيه ذي العجلات ... كان لطيفا معي ... يحدثني ... وأسليه ... أضحكه ... أخته كذلك صارت أكثر لطفا معي ... فقط فريال هي التي تحوّلت ... سهام تمتع عيني بجمالها يوميا وهي تمارس رياضة الجري ...

زينب وزياد صارا يعاملاني كوالدهما ... أنيك الأم و أربي الأولاد ... لم ينقصني فقط أن أنفق عليهم ... ثلاث أسابيع مرّت كالحلم ... أصلا إكتسبت فيها بعض الوزن وتورّد وجهي ...

كنت أتجوّل يوما أدفع كرسي سي توفيق مستغلين بعض الدفئ المنسلّ من أشعة الشمس ... حين تذكّر أمر الشقة رقم 5 ...

قلي ؟؟؟ ياخي ما لقيتش حد يسكن في دار الدكتور لتو ؟؟؟

بصراحة .. فيه كذا واحد شافوها وما رجعوش ؟؟؟ وكمان في مشكلة ؟؟؟

مشكلة ؟؟؟

أيوة ؟؟؟ أصل الدكتور ترك أثاث في الشقّة ؟؟ ومش عارف أعمل إيه ؟؟؟

ما دام الموضوع هكا يعني ماعادش مستحقو ؟؟؟

يعني أتصرّف فيه ؟؟؟

أقلك على حل ؟؟؟

حلّ ؟؟؟

أجرها مفروش ؟؟؟

مفروش ؟؟؟

أعمل إعلان ؟؟؟ و أجرها باليوم أو الجمعة ؟؟؟

صمتي أكد له أني لا أفهم ما يقول ... سخر من بلاهتي ... وراح يفسّر لي ما أفعل ... أعجبني العرض ... هي مغامرة مني ... أحاسبه آخر الشهر كأن أحد يسكنها ... يعني الألف دينار ... إن زاد الدخل فهو لي وإن نقص أتحمّله أنا ...

بدأت أفكّر بالأمر ... ذكرت أني رأيت بعض الإعلانات معلّقة على عواميد الهاتف تعلم بوجود شقق مفروشة ... تطلّب الأمر مني شراء هاتف جوّل وخط خاص بي ... هذا وحده يعتبر إنجازا بالنسبة لي ... توجهت لمحل إعلامية طبعت بعض الأوراق ... ورحت ألصقها في الأرجاء القريبة ...

مرّت أيام لم يتصل بي أحد ... كما أن أحد العابثين يتعمّد نزع ملصقاتي ... بدأت أخاف من هذا العرض ... وضبّت الشقة ... لم يكلفني الأمر كثيرا فما تركه الدكتور يكفي لأي مقيم ... ثمن هاتف بسيط وخط ... لكن أن أدفع شهريا إيجار شقّة لا يسكنها أحد فهو ظلم ....

طبعت أوراق عديدة وعزمت أن ألصقها في كل الأحياء المجاورة ... نهضت مبكرا تاركا أمل تغط في نوم عميق بعد مجهود ليلة وردية حارّة ... رحت أتسلّق الأعمدة محاولا أن ألصق إعلاناتي أبعد من أن تصلها يد ذلك العابث البغيض ... كالقرد متعلّقا بعمود الهاتف ... أحاول تثبيت حركتي ... صوت ضاحك يصلني من الخلف ..

نعومة الصوت أربكت حركتي فإنزلقت لأقع أرضا فزاد ضحكها ... رفعت رأسي أكتشف مصدر الصوت ... وجهها مؤلوف لي ... الفتاة التي خلتها يابانية منذ قدمت للشقة لم أرها خلتها رحلت في غفلة مني ...

وقفت أنفض الغبار عن ثيابي والحرج عن روحي ... نظرت في عينيها مباشرة ... ضحكتها تسحرني رغم كونها تسخر مني ... مدت يدها لتسلّم عليا ... تسمرت مكاني حتى ضجرت إنتظار يدي ...

أنا شيماء ... شإسمك إنتي ؟؟؟

(مددت يدي خجلا) أنا منذر ؟؟؟

أنا نعرفك ؟؟؟ مش إنتي بواب العمارة متاعنا ؟؟؟

لا أنا بواب العمارة متاع سي توفيق

هههههه نقصد العمارة إلي نسكنو فيها ؟؟؟

هكا تولي صحيحة ؟؟ أنا هو

فاش قاعد تعمل ؟؟؟

نعلّق في الأوراق هاذم ؟؟

(خطفت الأوراق من يدي تقرأها ثم إنفجرت ضحكا) وهي مازالت ناس تعمل إعلانات ورق ؟؟؟

إمالى شيعملو ؟؟؟

هبطها عالإنترنات ؟؟؟

(نعم أنزلها على الإنترنات .. شيء جميل ؟؟ ... مالإنترنات هذا ؟؟؟) نهبطها فين ؟؟؟

هههههههه ما تقليش ما تعرفش الإنترنات ؟؟؟

للأسف ما مشيتلوش قبل ؟؟؟ تنجم تقلي فين تو نمشيلو ؟؟؟

بركت على ركبتيها ضحكا من قولي ... أنا أيضا ضحكت من جهلي ... ضحكت حتى آلمتني بطني وهي تفسّر لي ساعلة الموضوع ... كانت تسير بجانبي نحو العمارة ... قالت أنها ستساعدني ... دخلنا العمارة وتوجهنا للشقة ... صورت الغرف بهاتفها ... ثم إنهمكت تداعب شاشته ... طلبت رقم هاتفي لكني لا أعرفه ... إتصلت بنفسها من عندي ثم أنهت شغلها ... كنت كالمشدوه أمامها ... جمالها ... رغبتي ... حمقي وجهلي ... روحها شدتني ... رغم ضحكها لكنها تختزن حزنا شديدا ....

شيماء

-------------------------------------------------------------

ما إن دخلت تلك الشقّة صحبة منذر حتى تهاطلت عليا الذكريات ... بواب لا يعرف الشقق المفروشة ... وأنا لم أستطع تذكّر عدد الشقق التي دخلتها ... الأمر ليس أرقاما فحسب كل شقة فيها ذكرى فيها حكاية فيها ألم وأمل ضائع ...

رغبة شديدة في التدخين تهزني ... لكني صمدت ... مشكلتي بدأت من التدخين ... قالت أمي يومها أنه بداية طريق الإنحراف ... كنت في السادسة عشر ساعتها ... أوّل سيجارة تقاسمتها مع خليل ... خليل حبيبي الأوّل ... أو الثاني ... لا أعلم ... تلميذة مراهقة ... أغلب البنات في معهدنا يدخّن ... فلأجرّب ... طلبت من خليل في خلوة خلف سور المعهد أن يجلب سيجارة ... بدأت بسيجارة وإنتهت هنا ... أحاول التخلّص من الإدمان ... رغم أن الطبيبة أكّدت لي شفائي لكن روحي لم تشفى ...

الموضوع تطوّر بسرعة ... فشلت في البكالوريا ثلاث مرّات ... كنت تلميذة مشاغبة ... جميلة ... فاتنة ... الكل أكّد لي ذلك ... ذكريات المعهد ردمت بالهم الذي تلاها ...

قادمة من شبه مدينة بالشمال ... عرف بناتها بجمالهن الفائق ... كنت إحدى أكثرهن جمالا ... عائلة شبه فقيرة ... الأب متقاعد ... الأم تعمل بمشغل خياطة ... شقيقة صغرى لم تنجح في شيء ... إخوة كثر من زيجات أبي السابقة ...

في سن العشرين إقتحمت الجامعة محملة بآمال كثيرة ... ليست كآمال البنات الراغبات في النجاح وتحقيق الذات ... كنت أريد الإنطلاق للعالم ... أتخلّص من الرقابة ... أدخل عالم السهر والخروج واللبس والحفلات ... أجنحة مقصقصة بسبب الفقر ...

لم أدرس ولم أهتم بالدراسة ... فقد خبرت كيف أستغلّ جمالي لتأثير على المدرسين ... بدأت القصة في المبيت ... شلّة بنات قادمات من كل أنحاء البلد ... كنت الأكثر إشعاعا بينهن ... تحلّق حولي أكثرهن جنونا ... صداقة عنيفة سريعة عجيبة جمعتنا ... لكن جمعنا الفقر ... هو ليس فقرا بالمعنى الحقيقي ... لكن طموحاتنا أكثر من قدراتنا ... الكافيهات الفخمة ... الملابس الراقية ... مثلا التنقل من المبيت لضفاف البحيرة وحده كفيل بإستنزاف مصروف أسبوع لجميعنا ... وطبعا أينما توجد الطالبات يوجد طالبو الرغبة ... أولاد الجامعة لا يلبين رغباتنا ... حتى الأغنياء منهم ... يمتلك سيارة أو سيارة والده ... إن صرف على السهرة اليوم فلن يقدر غدا ...

شربت أغلى الكوكتلات ... دخلت أرقى الملاهي ... كان إجتماع شلّتنا وتحلّقنا ببعض يمثل حماية لنا ... عرفت رجالا كثرا ... البداية كانت برجل متزوّج ... إبن مدينتي ... يعمل تاجرا للطيور وحيوانات الزينة ... كان يوفّر لي مصروفا أسبوعيا ... هاتفا راقيا ... مقابل بعض القبل ... أحضان و جنس غير مكتمل ... المهم أن أحافض على عذريتي ...

سريعا ما ملّ مني .. من تعود الجنس الحقيقي لن يرضى بنصفه مع كمية الإثارة في ... إختلفنا ... قطعنا علاقتنا بطرقة عنيفة ... كنت آخذ منه المال ونصرفه معا كشلّة ... إقامتي بالعاصمة وبعده عني جعلني أتعوّد كثرة العشاق ... تعرّفت برجل آخر ثلاثيني ... غني ووسيم ... كان خارجا من قصّة حب فاشلة ... وجدت فيه كل ما أطلب ... وأعطيته ما أريد نصف الجسم ونصف الجنس ... ثم آخر وآخر ...

إستعملت الرجال كمصرف ... وإستعملوني كجسد ... نصف جسد ... وجدت الحنية في بعضهم لكني لم أبالي ... سرقتني تلك الأضواء وتلك الروح الجديدة ... تخيّلت نفسي أذكى من الجميع ...

كثيرا ما خدعنا رجالا ... نتحرّش بهم ... نغريهم ... نأخذ أموالهم مقابل وعود بسهرات ... سهرات لم يحصلو عليها ... نجمع منهم الأموال وننفقها على شلتنا ذكورا وإناث ... لاهم كانو ذكور ولا نحن كنا إناثا ... حيونات تهيم بلا هدف ... لم أكن الإستثناء ولا حتى شلتي ... الكل كان هكذا ... فلنقل الأغلبية ...

ضاقت بي العمارة ... منذر ذهب لعمله .... شقة أخي فارغة ... روحي فارغة ... والذكريات تنهمر على رأسي ...

غيّرت ملابسي وخرجت من الحي ... أسير بلا هدف ... بغير هدى ... روح ثائرة مخنوقة ... لا أعلم كم فرسخا قطعت ...

منعرج خطير" ... وقفت طويلا أمام تلك الإشارة ... تذكّرت دروس تعلّم السياقة ... دروس دفع وليد ثمنها ... قال أنه يريد أن أذكره كلما أدرت مفتاح سيّارة يوما لأقودها ... وليد ... رجل تعرّفت عليه في معترك الرجال ... كان أحدهم ... لم أهتم به ... رغم كونه أسر روحي ... رجل يعيش من أجل الجنس وبالجنس لكن الجنس لا يعنيه ... يأكل ليقوي قدرته الجنسية ... لا تفلت منه مؤخرة في الطريق ... يفهم في كل شيء ... يكتب في الجنس والأدب والسياسة ... صاحب شركة إعلانات ... يتكلّم سبع لغات وكل ****جات ...

دخوله في حياتي كان سريعا ... وخروجه أسرع ... لكني لن أنساه ... عرفته يوما في إحدى التظاهرات السياسية ... مذ رآني بادرني بالكلام ... دعاني للعشاء ... طلب مني أن أهرب معه لعالمه ... ثم لا أعلم لماذا إختفى ...

دخل حياتي ثانية لا أعلم لماذا ولا كيف ... رسالة وصلتني منه يريدني في عمل ... كنت أعيش فقرا وفراغا لا محدود ... إنسحب كل الرجال بعد يأسهم من جسدي ... رأيت أنه فرصة لكسب بعض المال ... الملابس ... ربما هاتف ... صديقتي أعلمتني يوما أنه أحد المرفهين ... طمعت فيه ... رغم أني تجاهلت موعده الأوّل لكنه أصّر ... قابلته ... شكله جذّاب رغم أثر السنين ...

غلّف لقائنا بعرض عمل ... خدعة معروفة للجميع ... البطالة تضع الفرائس أمام أرباب العمل على طبق ... رغم تيقنه من عدم قدرتي أن أفيده في شيء في عمله لكنه واصل علاقته بي ...

كنت مللت الإقامة في بيتنا ... الجامعة لم تفتح أبوابها بعد ... إشتقت لأجواء العاصمة والسهر ... طلبت منه أن يؤجر لي شقة أسكنها ... وفعلا فعل ... لا أعلم كيف قبلت روحي ذلك ... دعوت عشيقي ... أحد أفراد الشلّة ... نعم دعوته للشقة التي أجرها عشيقي الأخر وأنفقت عليه من أموال أخذتها من وليد ... صعقت يوم أعلمني أنه رآني معه ليلتها ... لكنه واصل علاقته بي ... كيف سمحت له رجولته بذلك ؟؟؟ ... لا أعلم من يفتقد للرجولة منهما ... من تقبّل أن تنفق عشيقته ماله على ليلة حمراء مع عشيق آخر ؟؟؟ أم الذي أكل وسهر ونام بمال رجل غيره ؟؟؟ .. الرجال عندنا يصعب فهمهم ...

أنفق عليا بسخاء لكني لم أنل منه شيئا ... كان يدفع متذمرا ثمن مشروباتي الغالية ... كنت أعتقد ان ذلك يرفع مستواي ... كان دائما يؤجّل طلباتي في شراء ملابس أو حلي أو غيرها ... راوغني كثيرا رغم كرمه معي ... قال يوم إفترقنا أنه لا يدفع مقابل شيء يتمتع به غيره ...

كان كثير الكلام لدرجة لم أعد أقدر أن أتابع حديثه فيها ... متزوّج ويعشق زوجته لكنه يخونها .... كنت أستمع لمكالمتهما على الهاتف يراجعان ذكريات ليلة الأمس الحمراء و يعدّان لتلوين القادمة بالصبغة القانية ... لكنه يقبّلني بنهم ... ويشتهي جسدي ....

عشيقاته كثر نسي أغلبهن ... حدثني عن خلود ... حبيبة رسمت جرحا في قلبه ... أحسست من كلامه عنها أنه أحبها .... ولا يزال يحبها ... يحب زوجته ويحب عشيقته التي تركته ويحبني ... نعم أحبني ... أحسست ذلك قبل أن يصارحني ...

عشت معه أسبوعين فقط ... أذهلتني قدرته على حلّ المشاكل ... شبكة معارف لا تحتاج سوى لمكالمة هاتفية لتقضي شؤونك ... قال قبل فراقنا بيوم ... و كنت قد فتحت له جزءا من أسراري ... فتاة لعوب لكني لست عاهرة ... أنام في أسرّة الرجال جميعا ولا ينام أحدهم معي ... كنت مغرورة ... كلمة لم يزل صداها في أذني ... إقتباس من قصيدة نزار القباني ... " إختاري القحب أو اللاقحب " ... قال أن ما أفعله يصورني في عين الناس كقحبة ... فلماذا لا أقحب ؟؟؟ الكل يراني كذلك...

منعرج خطير" ... أوقف سيّارته قرب علامة طريق ... كنا عائدين من مدينة طبرقة مساءا ... كان ينصحني كأنه أبي ... يلاعبني كصديقي ... ويعانقني كحبيبي ... أردت أن أقبّله لكنه رفض ... قال أني سببت له الألم في بيضاته ... لم أفهم ما يقصد ... طلب مني أن أبتعد عنه قليلا ليقيّم موقفه مني ... وأقيّم موقفي منه ... فقط كنت أهتم لما سأجنيه منه ... قال أن هدفه الوحيد هو جسدي ... فعليا أن أختار ....

حظّك لن يقف معك طويلا ... هكذا ودعني ... جملة لخّصت كل ما تلاه في حياتي ... فتى مقرف في حينا إقتنع بكوني قحبة ... أنا أقنعت الجميع بتصرفاتي كوني كذلك ... تحرّش بي ... أزعجني ذلك ... إتصلت بوليد وصوّرت له أني كنت سأتعرّض لإغتصاب ... ترك عيد ميلاد إبنه من أجلي ... إستنفر كل معارفه من اجلي ... لكني أغلقت هاتفي في وجهه ... رصاصة الرحمة في علاقتنا القصيرة ... إختفى من حياتي بسرعة كما ظهر بسرعة ...

أنا رخيصة لا همة لي ... لم أبالي بأحد لا هو لا من قبله ... وفعلا إنسحب ستر الحظ لي ... تعرّفت بشاب غني ... أغراني وفّر لي كل طلباتي ... ثم أوقعني ... أدمنت المخدرات ... بعت كل شيء ... عذريتي ... شرفي ... جسدي ... حتى ذاب جمالي وإنصرف الجميع عني .. حتى الشلّة تفرّقت هذه نجحت والأخرى سافرت وتلك تعمل .. والأخرى تزوّجت ... لم ينجدني منهم أحد ... أخ لي من الأب فقط ... صرف على علاجي ... زوجته هي السبب ... تحبني مذ رأتني ... إشتقت لأمي أريد زيارتها ...

عدت للشقة مثقلة بهمومي ... وجدت رغدة زوجة أخي تنهي تمريناتها الرياضية ... حزمت حقيبة صغيرة وأخبرتها أني سأزور أمي لأيّام ...

رغدة

--------------------------------------

رغم حزني لمفارقة شيماء لبيتنا ... لكن شيء ما في داخلي يرقص طربا ... الشقة خالية هذه الليلة فقط أنا وشاشة التلفاز ... إشتقت لأفلام البورنو ... بدأ كسي يتحرّك شوقا لهذه اللحظة ...

 

 

 

 

الجزء السادس

---------------------------------------------------------------

 

ودّعت شيماء بتلويحة من يدي وأنا أراقبها تركب التاكسي من شرفة المنزل .... جلت بنظري في أرجاء الحي الهادئ ... إحدى السيدات تجلس في شرفتها في العمارة المقابلة لي ... تترشف قهوتها بهدوء ... هدوء أشبه بالحزن ... كل جدران هذا الحي تختزن مشاعر وحكايات ... أسرار و قصص ...

لا أعلم ما أصابني هذه الأيام ... فتور ... برود ... لا رغبة لي في شيء ... قدوم شيماء للإقامة في بيتنا أسعدني ... كدت أطير من الفرح بدخول شخص جديد في حياتي ... علاقة زوجي بعائلته شبه منعدمة ... منذ تناقشنا في موضوع أخته ونظرتي له تغيّرت ... لم يقبل بمساعدتها إلا بعد إصراري ... كنت أحبه ... أحب فيه صموده ومثابرته ... خروجه من الفقر نحو الغنى ... إجتهاده ونجاحه ... كانا سبب موافقتي الإرتباط به ... عرفته في المطار ... كان عائدا من رحلة دراسة طويلة ... مقعدانا كانا متجاورين ... رحلة طويلة سلاني فيها حديثه ... وجدت فيه الرجل الذي يمكن أعتمد عليه ... الرجل الذي يمكن أن أعتبره سندا لي ... أحببته دون تأجيل ...

لم يحدثني عن عائلته أبدا ... كأنه جزء أسود يجب محوه من سجلّ حياته ... حفل الزفاف لم يحضر فيه أحد من أهله ... كنت اعتقد انه وحيد في هذه الدنيا ... لكن بدأت الصدمات تتالى ... إخوته كثر ... والده مزواج ...

الصدمة الثانية يوم تعرّفت بشيماء ... وجهها يدلّ إدمانها ... جسدها نحيل وعيناها بلا روح ... لا أعلم كيف أصررت أن يتكفّل بعلاجها ... رفضه و إصراره وغضبه مني أني تعرّفت بأهله جعلاني أعيد التفكير بعلاقتي به .... رجل يعيره إرتباطه بأهله لا يعتبر رجلا ؟؟؟ ... لا يمكن ان يكون سندا لي ... تشققت صورته في قلبي .... فقرهم ليس عيبا ... و أخطائهم هو أولا أن يسترها لا أن يستحي منها ... بدأت أخشى على نفسي منه ... من تخلّى عن أهله سيسهل عليه التخلّي عني يوما ... أنا التي مانعت الزواج حتى تزاوجت الثلاثين ... إرتبطت به لأني توهمت أني أحببته ... تصدّع ذلك التمثال الذي نحته خيالي له ...

صبرت طويلا على شبه عجزه الجنسي ... علاقة قصيرة تنتهي قبل بدايتها ... حتى صار يخجل من معاشرتي ... دفئ الحب والسعادة بيننا جعلتني أصبر ... عدت سيرتي الأولى ... أفلام البورنو ... رغم توفرها بكثرة على شبكة النت لكنها لا تستهويني ... ذلك الإنتظار حتى ساعة متأخرة من الليل ... تلك الآهات الخافتة الصادرة عن بطلات تنكحن على شاشة تلفاز كتمت صوته و أفرغت فيه رغبتي ...

سحبت كرسيا وجلست أتمتع ببعض دفئ الشمس أغمضت عيني ... وتهت في التفكير ... حتى غالبني النوم ... نعاس ولا نعاس ... جسدي يرفض الحركة ...

صوت منبه أيقضني ... فتحت عيني مثقلة وجسدي منهك من أثر النوم على الكرسي ... حافلة المدرسة تقف أمام العمارة ... نزل طفلان منها ... هرولا نحو بواب العمارة يعانقانه ويلاعبانه ... المشهد شدني ... مالرابط بينهم ؟؟؟

... خلعا محفظتيهما وبدأ يجريان خلفه ... مرّة يرفع البنت في السماء ومرّة يمسك الولد من يديه ويلف به لفات تجعله يصرخ طربا ... وجودهم بعث روحا في الحي الصامت ... صخب وضحك ... البواب يلعب كطفل صغير ... يجيد تسلية الولدين ... كنت أصنّف تصرّفاته كإجتهاد منه لكسب بعض المال ... رقصت روحي طربا للعبهم ... أردت أن أنزل وأشاركهم ... أريد إستعادة طفولتي ... حوالي الساعة والصخب الجميل يملأ الجو ...

جارتي أمل تخرج من باب العمارة ... نادت إبنيها ... تذمرهما واضح من حركاتهما لكنهما إنصاعا لأمرها ... شيء ما شدني لما يحدث في الأسفل ... السيدة أمل تتحدث مع البواب ... نظرتهما لبعض ... قربهما من بعض بتلك الطريقة شدني ... كانا واقفين كحبيبن ... لن تخطأ عيني ذلك ...

سرعان ما إنسحبت هي وسرعان وما إنسحبت أنا ... دخلت شقتي ... روح ثقيلة تخنق أنفاسي ... عاد زوجي من عمله ... تقبّل خبر مغادرة أخته بترحاب شديدة ... يعتبرها إثما فرض عليه حمله ... سرعان ما تعشى ... هاتف يرن من شلّة الصيد مطالبين إياه بسرعة الإلتحاق ...

خرج وتركني لوحدي ... صرت أعشق غيابه ... رغم سنوات الزواج ... رغم الحب ... موقفه من عائلته غيّر نظرتي له ... دخلت غرفة النوم ... تعطّرت وتزينت .. وقفت طويلا أمام المرآة ... سرّحت شعري الناعم حتى إنسدل على كتفي ... روب حريري وردي شفاف ... سوتيانة ترفع صدري للأعلى ... بطني المسطّحة بدأت تتكوّر ... منظرها يزعجني ... لكني أبقى جميلة ... فخذايا الناعمان المكتنزان يجاهدان لرفع مؤخرتي المكتنزة ... كيلوت وردي مشبك شفاف ... يحضن كسي الناعم بحنان ...

دخلت المطبخ ... فشار وفواكه جافة وعصير ... نظرت للساعة ... العاشرة ليلا ... بقيت ساعة على بدأ موعد بث الفيلم ... قصّتي مع أفلام البورنو تعود لعقدين .. بداية الألفية الثانية ... إنتشار اللواقط الرقمية ... وقتها لم يكن للنت رواج ... كنت في الثانية والعشرين طالبة و أسكن في بيتنا ... للتخلّص من إزعاجي ولتوفير ظروف النجاح ... أبي وضع كل مستلزمات ذلك في غرفتي في الدور العلوي لفيلتنا ... تلفاز .. ثلاجة ... وطبعا لاقط حديث ... لن أنسى أبدا أوّل مشهد وقعت عليه عيني ... زب أحمر طويل بين شفتي فتاة ... خفقان قلبي يستذكر تلك اللحظة للآن ...

أدمنت الفرجة وأدمنتني ... خلت أن الزواج سيعوض عني ... الممارسة ستنسيني الفرجة لكن عبثا ... اليوم مع كثرة المواقع لم أجد كفايتي ... تلك اللحظات الطويلة و أنت تنتظر بداية الفيلم ... تلك الإشهارات المثيرة ... جينيريك الفيلم كأنه إقتراب موعد الدخلة ... تلك الأماني عن فيلم مثير ... مرّات يستجيب مشرفو القنوات لأمانيك ومرّات يخيب ضنّك بإختياراتهم ...

إجتهدت وأنفقت مالا للحصول على جهاز لاقط يفك شفرة تلك القنوات .. كثرة غياب زوجي عن البيت منحني فرصة التمتع ليلا ... رغم ندمي صباحا على مجهود السهر .... إستقلت من عملي ... نعم سأتفرّغ لتلك الرغبة ... المشاهدة ...

بدأ الفيلم ... سيدة في منتصف الأربعينات تعيش وحيدة ... منذ مدّة طويلة لم أشهاد فيلم فيه قصّة ومشاعر ... أغلبها صارت تركّز على الفعل الجنسي ... قدوم جارة لتسكن بجانبها خفف وحدتها ... جارتها لها إبن مراهق ... شاب أشقر جميل ومطيع ومهذّب ... أعجبت به وتمنته ... مشهد علق في بالي طويلا ... جارها ينظّف حديقتهم ... وهي تداعب نفسها من خلف ستارة الشبّاك ... داعبت صدري معها ... دغدغت بطني لحركاتها ... حشرة أصابعي في كسّي مع آهاتها ... عشت تجربتها ... لكن هي حصلت على هدفها في الفيلم وأنا إرتعشت وحيدة ...

الساعة الثانية ليلا ... الكل نيام ... فراغ وخواء يعوي في صدري ... نومي طيلة النهار منع جفوني أن تنطبق ... إستحممت ... دخلت المطبخ ... هربت من الصالون ... أحسست أن أثاثه يشهد على إثمي ... غرفة النوم تذكرني بخيانتي لزوجي ... خيانة معنوية ... أن أعيش خيالات مع غيره ... حتى وإن كان بطلا أسطوريا ...

صارعت جفوني عقارب الساعة ... عبثا داعبها النوم ... الثالثة والنصف ... سرعان ما لحقتها الخامسة والنصف ... إنتفضت من شبه مرقدي ... جسدي نشيط رغم كل شيء ... غيّرت ملابسي ... ملابس رياضية ... حذاء رياضي ... مؤخرتي بارزة تحت قماشها الرمادي ... شددت شعري للخلف ... منذ مدّة لم أجري في الشارع ... ممارسة إحدى الجارات للجري شجعني على ذلك ... الرياضة في البيت لا جدوى منها ...

خرجت من باب المطبخ ... الشارع شبه مظلم ... لا حركة فيه ... وقفت على حافة أصابعي ... رفعت يدي للأعلى ... الهواء المنعش يملأ صدري ... كمحرّك سيّارة ملأ وقودا ... قلبي يدقّ بعنف مطالبا بسرعة الحركة ....

بدأت أهرول بخطوات خفيفة ... طفت بالحديقة المدوّرة بالحي عدّة مرّات ... بدأ جسدي يتحمّس وروحي تنطلق ... نور أشّعة الشمس يضيء الأرجاء ... زدت سرعتي ... وزادت سعادتي ... الرياضة تنفض عن روحك الغبار أكثر مما تبعث النشاط في جسدك ...

بدأت أشعر بالتعب ... العرق يتصبب من جسدي ... دخلت العمارة ... وجدت باب شقتي مغلقا من الداخل ... نسيت أني خرجت من باب المطبخ ... سلّم النجدة مظلم ... ما إن خطوت خطوتي الأولى حتى أنارت فوانيسه ... بواب العمارة ينزل منه جاريا... جسم بشري يلاصق حائط العمارة أفزعه وجودي ... فنزل يجري السلالم ... سهير جارتنا ؟؟؟ ... لن تخطئها عيني ...

مالذي يحدث في سلالم العمارة ... سهير والبواب ؟؟؟ ... هل ما يفكر به جنون عقلي صحيح ... هل وهل ؟؟؟ دخلت شقتي وألف سؤال يخنق عقلي ... سهير ؟؟؟ ... و البواب ... ملأت حوض الإستحمام بالماء الساخن علّه يغسل تفكيري ...

منذر

----------------------------------------------------------------------------

كنت متأكدا ... إحدى ساكنات العمارة تراقبنا ... إحداهن كشفت سرّنا ... بدأ الرعب يسري باردا في أوصالي ... وإن يكن ؟؟؟؟ ... لا أحد له الحق في الحكم على تصرّفاتي ... ماذا لو تسببت في فضيحة لأمل ... حبي لها ضاعف من عذابي ... يجب عليا تدبّر أمر هذا المتلصص ... لا هذه المتلصصة ... رائحة العطر النسائي تفوح من حيطان السلّم ... لكن من تكون ...

مرّت صبيحة ذلك اليوم ثقيلة جدّا ... لا حركة بالعمارة كأنها غير مسكونة ... زينب وزياد لم يغادرا المنزل ... عطلة نصف الخريف ... أسبوع راحة من المدارس ... لم تبدأ الدراسة بعد حتى أتت العطلة ... ثم سرعان ما ستلحق الثانية ...

قمت بكل ما يتطلّبه العمل البسيط ... ربضت باب العمارة ... روحي تشتهي قهوة سوداء ... توجهت نحو الكافيه ... أشعلت سيجارة ... وترشفت رشفة قهوة ... جيبي يهتز بعنف شديد ... هاتفي يرن ... أحد المهتمين بالإعلان يستفسر عن مكان وجود الشقّة ... يبدو من لكنته أنه ليس تونسي ... أو تونسي من أهل الجنوب ... واعدني أنه سيقدم بعد نصف ساعة ....

سعادتي بنجاح فكرة شيماء جعلتني ممتنا لها ... سيّارة بيضاء تحمل علامة منجمية ليبية ... زبوني الأوّل كان ليبيا ... أبشر وجهه لما رآني ... قال أنه سعيد بتعامله مع شاب مثله ... سيجعل تفاهمنا سهلا ... لم يناقشني في موضوع الأجرة ... أجرّ مني الشقّة لمدّة أسبوع ... وضع في يدي مبلغ 500 دينار ... وخمسون دينارا بقشيشا لي ... سعدت بذلك المبلغ ... رغم أنه لم يهتم بما تحتويه الشقّة من أثاث ... أخذ مني مفتاح الشقة وطار بسيّارته ...

من فوري توجهت لشقّة سي توفيق منتصرا ... وضعت بين يديه نصف ديني الذي فرضه علينا إتفاقنا ... رغم تهلل وجهه وسعادته بي لكنه يبدو متعبا جدا ... إعتذر عن عرضي بمرافقته في جولة تعيد الدفء لضلوعه ...

خرجت من عنده حزينا لحاله ... هو سبب وجودي بهذه العمارة ... هو سبب تغيير حياتي ... ما إن فتح باب المصعد حتى وجدت زينب تبحث عني ... تعلّقت برقبتي تمطر خدي بقبلات لزجة ... " ماما حاجتها بيك " .... رافقتها لشقتهم ... وجدت أمل وقد غيّرت ملابسها وأمامها بعض الحقائب ... طلبت مني أن أساعدها في نقلها للسيّارة ... أمل وولداها سيقضيان العطلة في بيت حماها ... بعيدا في أحد المزارع بالأرياف ...

خبر نزل على صدري كالصاعقة ... أسبوع بلا أمل ... بلا حب ... بلا جسد ... رافقت عيني الولدين يلوحان لي مودعين بيديهما من خلف زجاج السيّارة ... غاب شكلهما عن عيني وسكن الفراغ صدري ثانية ...

بركت كجمل مثقلا بهمه في صحراء جفافه ... تهت بغيابها ... تعودتها وأدمنتها ... قدوم السيّارة الليبية بعث حركية في المكان بل ضوضاء ... نزل الشاب يرافقه شاب آخر يبدو من لهجته أنه إبن بلده ... ثلاث فتيات ينزلن من الأبواب الخلفية ... ضحكهن المائع ملأ المكان ... عدّة أكياس أكل وخمر وغيرها ... الأمر واضح ... عهرهن يبدو على وجوههن ... ملابسهن .... أحسست بالغيرة ... ليست غيرة المشاعر بل الغيرة على فتيات تجمعني بهن نفس الجنسية ...

سرعان ما غاب الركب في المصعد ... شقّة مفروشة ... هي شقّة دعارة لا ريب ... مرّ ذلك اليوم كئيبا ... كنت خائفا من قدوم الليل ... ليالي طويلة تعودت فيها وجودي بين أحضان أمل ... علاقتي بها صنعت توازنا في نفسي .... منذ مدّة لم أبت في غرفتي ... سرير خشن بارد لا روح فيه ... عبثا حاولت النوم ... الشقة المفروشة تبدو هادئة ... الحي يبدو ساكنا سكون الموت ...

قاربت الساعة منتصف الليل ... لم أعد أطيق البقاء لوحدي ... شلّة المراهقين تقتحم الكافيه ... لا أعلم السبب لكني أردت بعض الرفقة ... غيّرت ملابسي ... وتأنقت ولحقتهم ... كنت أهم بدخول الكافيه حين سحبني صوت همهمة ووقع كعوب عالية بالقرب مني ... تراجعت ... تبعت مصدر الصوت ... نفس الشابتين الذين تعودت مراقبتهما من فوق السطح تتلصصان ... إقتربتا من سيّارة سوداء تقف غير بعيد ... ما إن دلفتا فيها حتى دار محرّكها وطارت .... وقفت مصدوما وقد تجمّدت عروقي ... السيارة مألوفة ... بل أعرفها معرفتي بخطوط كف يدي ... سيّارة أحد ساكني العمارة ... شقيق شيماء ... زوج رغدة .... ماذا يفعل معهما ؟؟؟؟ ... الأمر واضح ...

عدت أدراجي للمقهى ... جلست تائها ... كعادته إقترب مني دجو ... وجوده يكلفني بعض السجائر لكن حديثه أخرجني من فراغي ... يتحدّث كثيرا ولا يقول شيئا ... فقط يتحدّث ...

مرّت سهرتي طويلا ... إنسحب الجميع من المقهى مع طلوع الفجر ... لم أرد العودة للعمارة ... قمت بجولة خارج الحي ... لا أعلم السبب لكني أردت معرفة هوية الفتاتين ... ربضت بالقرب من المكان الذي وقفت فيه السيّارة قبل قليل ... إختبأت عن الأنظار ... لم يطل صبري ... سرعان ما توقّفت العربة ... فتح البابان ... الأمامي والخلفي ... قبلة وداع حارة طبعتها إحداهن على شفتي السائق في حين داعبت الأخرى كتفه ... زوج رغدة ... الصدمة الثانية هذه الليلة ... إحدى الفتاتين هي أخت دجو ... رحت أتمرّغ على بطني في عشب الحديقة ساخرا من نفسي ... تذكّرت تلك المحاضرة حول الأخلاق وحسن السلوك ... نفاق ... النفاق والكذب سمة هذا العصر ... تنصح أخاها و تفعل أشنع من فعله ... تصاحب رجلا متزوجا ... رجل متزوج بسيدة كرغدة ويخونها ... بدأ الصداع يؤلم رأسي ...

توجهت نحو باب العمارة وركبي مثقلة ... الباب عاند ليفتح ... يبدو أن هناك عطل بأجهزة الحماية ... توجهت نحو الباب الخلفي وفتحت قفله بصعوبة ... صعدت السلّم متوجها لغرفتي بحثا عن مفتاح صندوق التحكم ... خلعت حذائي المتسخ ببعض الطين .... السلّم مظلم ... نظام الحماية مرتبط ببعض ... الأنوار لا تعمل إلا بفتح البوابة ... كنت أسير محاذرا السقوط في الظلمة ... لا أرى شيئا ... أضع يدي محاذاة الحائط أتحسس الطريق ... توقفت طويلا أما باب مطبخ أمل ... لكن لا أمل ...

صعدت بضع درجات نحو الطابق العلوي ... أصابعي تلامس الحائط البارد تهتدي طريقها معتمدة عليه ... فجأة لامسة يدي جسدا طريا ... دافئا ... دون شعور أمسكت أصابعي به ... غاصت فيه ... جسم طري ناعم .... قبل أن أتبيّن ما هو دوى صراخ في أذني ... صوت إمرأة أفزعها وجودي ... رعبي منعني من معرفة مصدره ... الصدمة والخوف جعلاني أزحف للأعلى هروبا منه ... قبل أن يعود سكون صدى صوت الصرخة كنت قد إبتعدت بضع درجات ...

سمعت وقع خطوات وباب يفتح ... الظلمة والرعب منعاني من معرفته ... كنت أحاول الوقوف ... ركبي تصطك بفعل الصدمة والخوف ... حاولت التماسك ومواصلة الصعود نحو نور السطح ... وضعت يدي على الحائط ... شعر ناعم وقعت خصلاته بين يدي ... قبل أن يلحقني صوت الصراخ ثانية .... كنت قد وصلت السطح ... هاربا لاهثا ... مرعوبا ...

لم أفهم ما يجري ... دخلت غرفتي ... أخذت مصباحي ومفتاح صندوق التحكم ونزلت محاذرا ... نور المصباح يسبقني يطمئنني أن الأشباح غادرت .... أشباح تتعطّر بأرقى العطور ... الأمر بدأ يتوضح ... هناك من يتلصص على علاقتي بأمل ؟؟؟ ... ليست واحدة بل إثنتان ....

شيماء

-------------------------------------------------------------

برود قاتل يحرق صدري ... أمي إستقبلتني كمن إستذكرت ذنبا لا يغفر له ... أختي الصغرى كذلك إبتعدت عني ... أبي سلّم عليا بحرارة الثلج ... الكل صار يتحاشاني ... سمعة ملطخة بكل الأوصاف ... تاريخ مظلم وحاضر أسود ومستقبل مجهول ...

غربة قتلتني في غرفتي ... تخلّصت من حقائبي وملابسي ... فقط تلك الذكريات ... ذكريات تعبث ببقايا عقل هدمته المخدرات ... أحلام طفولة عبثت بها خطواتي قبل أيدي القدر ... سفينة خشبية تكاد تبحر فوق خزانتي ... أغمضت عيني وغاص عقلي في أمواج ذكرياتها ...

سفينة خشبية تفنن عامل في صناعتها ... مزينة بأصداف سواحل طبرقة ... بعض المرجان يزيّن صواريها ... أنا أصررت على وليد أن يشتريها لي ... على غير عادته وافق ... تمطت شفتاي العابستان لذكرى تلك الجملة التي قالها للبائع وهو يشتري لوحا مزركشا لتقطيع اللحم ... " أن تعدلو " ...

البائع فهم أني عشيقته ... السفينة لي و اللوح المزركش لزوجته ... شخص عجيب ... كل من قابلتهم في حياتي يثيرون العجب ... تهت في نومي ... نوم متقطّع ... أحلام وذكريات ... الغريب في الأمر أن ضميري لا يؤنبني ... رغم كل ما أوقعت نفسي فيه من مصائب لكن شيئا ما يدفعني للمواصلة ... مواصلة ماذا ؟؟؟ وإلى أين ؟؟؟

يومان ثقيلان مرا عليا في بيت أبي ... أبي لا ينظر في وجهي ... يكلمني من تحت ضرسه ... أمي ترمقني بتلك النظرة التي تسمع فيها عبارة " قتلكش ؟؟؟ " مع كل رمشة ... تهت وتاه بي السبيل ... حزمت حقائبي وركبت سيّارة أجرة في إتجاه العاصمة ... أغمضت عيني ... ذكريات أوّل سفرة عند إلتحاقي بالجامعة تغطي حلقي بالمرارة ...

أمسكت هاتفي ... قلّبت كل الأسماء المسجّلة فيه ... إما قطعت علاقتي بهم و إما قطعوا علاقتهم بي ... كل البنات غيّرن أرقامهن ... شلّة وتفرّقت ... طيور وهجرت أوكارها ... أو عادت لها .... خوفي من أن تتلاطمني أمواج قدري ثانية دفعني غصبا نحو شقّة أخي ...

خطى مثقلة نحو باب العمارة ... منذر يستقبلني مستبشرا مبشّرا ... قال أن إعلاني آتى أكله ... الشقة مؤجّرة و العديد يتصلون به للإستفسار ... رغم كل شيء أحسست ببعض السعادة ... مددت يد العون تجاه أحدهم ...

وضعت حقائبي في غرفة خصصتها زوجة أخي لي ... البيت يبدو هادئا ... أخي يعمل لكن رغدة يفترض بها أن تكون بالبيت ... أحسست بالتعب لكن لا رغبة لي بالنوم ... أعددت قهوة سوداء لنفسي علّها تعيد توازن عقلي ... دخلت الصالون ... فتحت التلفاز علي أجد شيئا أتيه فيه ... أي صور أدفن فيها ذكرياتي وألمي ...... الصوت يسبق الصورة ... قبل أن أتبيّن ما يجري على شاشته الضخمة السوداء ... صوت آهات صم أذني ... لم أصدّق نفسي ... قناة أروبيّة للجنس ...

ربما رغدة وقعت عليها خطأ ... وأهملت ذلك ... صورة لقضيب رجل يدكّ فرج سيّدة ... آهاتها تصمني ... تحرقني ... أمسكت جهاز التحكّم أردت أن أهرب من تلك الصورة بتغييرها ... كل القنوات متشابهة ... فيها ما سخنت حركاتها ومنها ما يزال ينتظر قدوم ليل ... إعلانات ... صور أرقام هواتف وردية ...

صدمة شديدة هزتني ... ليست الصور هي السبب بل من كان يتابعها ... أخي لا يشاهد التفاز أصلا ... ورغدة لا يبدو عليها ذلك ... هل هو تقصير من أخي ... أو هي رغبة تختزنها في صدرها ... هي عادة لم تنسها بالتأكيد ...

صوت ضجيج خفيف قرب باب المطبخ قطع خيوط تفكيري المتهرئة .. أغلقت التلفاز بسرعة خشية حرج قد أقع فيه ... أمسكت فنجاني وهرولت نحو المطبخ كأني لم أبرحه ... وجه رغدة الأحمر بفعل المجهود البدني يتصبب عرقا يطّل من فتحة الباب ... كادت تصرخ رعبا لوجودي المفاجئ ... إرتباكها دفع مرافقتها للدخول ... سهير جارتنا بالعمارة ... سيّدة صادفتها تجري مرّة أو مرّتين ...

رغدة : قتلتني بالفجعة ... وقتاش جيت

شيماء : لسّة واصلة ... أصلي مللت القعدة في بيتنا قلت أجي أرخّم عليكي ... ماكنش قصدي أخضّك

رغدة : لا أبدا ... إنت تعرف إنه وجودك بحذايا يسعدني ... لكن ما توقتعش نلقى شكون في الدّار

شيماء : (نظرت لصديقتها بتفحّص مبالغ فيه ... ثم نظرت لرغدة ) مش تعرفينا بصاحبتك ؟

رغدة : (تملّكها الحرج) ... يعطيني ... الفجعة نساتني نعرفكم ببعضكم ... شيماء لوزتي (أخت زوجي) ... سهير جارتي وصاحبتي الجديدة ..

سهير: نتشرّفو (بحياء شديد غير مبرر)

شيماء : وبيك أكثر ... بس إزاي جارتك وصديقتك الجديدة ؟؟؟؟ إنت إنتقلت هنا جديد ؟؟؟؟

سهير : (بصوت متلبّك) لا بالعكس ... أنا أوّل وحدت سكنت العمارة ... لكن الفرصة ما واتاتش باش نتعرفو على بعضنا

شيماء : طيّب ما إحنا فيها ... تعالي إسهري معانا الليلة ... ونتعرّف ببعض أكثر ...

أحسست بالصدمة هزّت كليهما ... لكن لا رغدة مانعت ولا سهير رفضت ... تواعدنا على سهرة نسائيّة ... الساعة الخامسة موعدنا .... تركتنا سهير وذهبت لشقتها ... لم أجب على نصف أسئلة رغدة ... فلم أسمعها ... شيء ما شدّني نحو سهير ... هي كذلك تتلبك كل ما وقعت عيني في عينها ...

سهير

------------------------------------------------

دخلت شقتي والنار تحرقني ... لم أعلم السبب ... مجرّد تعرّفي برغدة غيّر حياتي ... أعاد تلك الرغبة في صدري ثانية ... إنجذابي للأنثى ... لست سحاقية لكن تلك الرغبة تراودني منذ سنين ... رغبة كبتها طويلا ... في الدراسة خشيت أن أخسر صديقاتي بسببها ... زواجي في سنّ مبكّر منعني من التجربة ...

رغبة حاولت ردمها في رفوف الذاكرة عبثا ... رغم إجتهاد زوجي في إسعادي لكنها لم تفارقني ... خلت نارها خبت لكنها إشتعلت أوّل ما إكتشفت أن رغدة تتلصص على ما يحدث في شقة أمل ... شيء ما دفعني للتقرّب منها ... إهتمامها بالرياضة فتح الباب أمامي ... كنت أخطط أن أجس نبضها في تجربة أنثوية .... لكن سقوط هذه الصبية من سماء القدر في طريقي بعثر كياني ... نظرتها المتفحّصة لجسدي ... سحبت تفكيري نحوها ...

راجعت تلك الدقائق القليلة في ذاكرتي بالتفصيل ... صوتها الناعم ... حشرجة صدرها ... إرتعاشة أصابعها ... عينها التي تفحّصت جسدي ... كلها إشارات إلتقطتها روحي العطشة ... لكن ربما هو تفسير خاطئ لحركات عادية ... جسدي ينتفض كلّما تذكّرتها ...

غصت في مياه الحوض الساخنة ... علّ حرارة مائها تطفئ حريق جسدي ... كمراهقة تنتظر موعد مع حبيبها ... فتحت خزانة ملابسي ... وضعت كل ما أملك على السرير ... إخترت طقما جميلا ... قميص أبيض بأزرار وردية ... تنورة وردية ... جوارب بيضاء شفافة ... تعمدّت ترك زرارين مفتوحين ... مفرق صدري يطلّ منهما بفخر ... تنورتي تبدو طويلة نوعا ما .... تلامس ركبتي ... طويتها من الوسط حتى صارت تناصف فخذي الأبيضين ... حذاء بكعب عالي ... يزيد في إستدارة مؤخرتي ... عطر أنثوي أخّاذ ... سعادتي لا تقارن بسعادة زوجي لما أعلمته بموضوع السهرة في بيت الجيران ... قال أن التعارف الإجتماعي مع الجارات سيخرجني من حالة الفراغ التي أعيشها ... أصلا خرج مسرعا لشراء بعض المرطبات والحلويات كهدية لمضيفتي ...

لا أعلم كيف تجرّأت ... علبة ملابس داخلية لم تعد مقايسها تناسبني ولم أستعملها قبلا ... حملتها معي في كيس مزركش ... خطوات قليلة ووقفت أمام باب شقّة رغدة .... إهتزّ قلبي مع دقّي للجرس ...

فتحت رغدة الباب ... لم تكلّف نفسها ... لباس بيت عادي رغم تأنقها ... قادتني للصالون مرحّبة ... طاولة مزيّنة بكل أصناف الأطياب عصائر ... فواكه ... مكسّرات ... كل ما يلزم لسهرة فتنة نسائيّة ... شعرت بالحرج لتأنقي المبالغ فيه ...

جلست رغدة بجانبي تردّ على مجاملتي حول ذوقها في إختيار الأثاث ... كدت أنطق من شوقي ... مستفسرة عن سرّ غياب شيماء ... لكنها أطلّت ... فستان أبيض قصير ... صدرها الناعم يتأرجح مع كلّ خطوة تخطوها نحوي ... إنزلاق القماش على جلد فخذيها الأبيضين يشير لنعومتهما ... تأنقها يؤكّد أحاسيسي ... إهتمت بشكلها من أجلي ...

سلام حار غمرتني به ... أسرتني ... سرقت وجداني وخطفت روحي ... كانت مركز البهجة في جلستنا ... سرعان ما ألفتها وألفتني ... إنسجامنا بدا واضحا منذ اللحظة الأولى ... إستغلّت خروج رغدة لتأخذ مكانها ... جاورتني ... شممت ريح عطرها الخفيف الأخّاذ ... سعد أنفي بقربها وحزنت عيني ...

جلوسها بجانبي جعل التملي في تفاصيل وجهها أصعب ... لكن عيني كانت تسترق النظر لركبتيها ... لبضع الإنشات من جلد فخذيها الأبيضين ... لا أعلم كيف تجرّأت ... وضعت كيس الهدية بين يديها ... كأنها فهمت من حركة أن الأمر يجب أن يبقى سرّا بيننا ... قبل أن تعود رغدة من المطبخ ... كانت قد إنسحبت من الصالون تخفي الكيس وراء ظهرها ... طاردت عيني إهتزاز ردفيها ...

كمن تنتظر نتيجة تحليل طبي ... توقف قلبي ... جاهدت نفسي للتظاهر بكون حالتي عادية مع عودة رغدة تحمل طبقا من الفواكه ... قدومها لم يخرجني من حالتي ... كيف ستتقبّل شيماء هديتي ... الأمر يبدو عاديا ... هدية حميمية من صديقة جديدة ... لكن ليس هذا ما أقصده ... طعم مموه ألقيته نحوها ... علّها تلتقطه ...

أطلّت برأسها من باب الصالون ... وجهها تغيّر ... لا يمكنني تجاهل تظاهرها ... لم تكن عادية ... حمرة إعتلت وجنتيها ... رغم كل شيء فهي تبدو جذّابة آسرة ... عادت للجلوس مكانها تقابلني ... لكنها تغيّرت ... كلماتها تائهة ... فقط تساير بعض الكلمات في حواري مع رغدة ... إنتهت آمالي بوضعها مخدّة سترت بها فخذيها ... فهمت رسالتي ورفضتها ... بدأ الندم يقضم أطراف صدري ... فجأة دوي سيّارة إسعاف قطع جلستنا ... خرجنا مسرعات مفزوعات ... وقوف السيّارة أمام باب عمارتنا زاد رعبنا ... دقائق ورأينا المسعفين يهرولون بسرير ... سي توفيق حالته حرجة ... رحلت زوجته و أخته خلفه بسرعة جنونية ... الأمر يبدو خطيرا ...

منذر

----------------------------------------------------------

خلع قلبي لمنظر سي توفيق ... وجهه الأصفر يؤكّد موته القريب ... أوّل مرّة أرى سكّان العمارة متجمهرين ... الكل صار يفهم في الطّب ... بين مطمئن و متشائم ... كثرت التوقعات ... أنا كنت متأكدا من موته القريب لا أعلم السبب ... لأول مرّة أشعر أني أنتمي لهذا العالم ... رحت أروي على الموجودين قصّة وقوعه تلك الليلة في الطيّن يوم عرفته ... شيماء و سهير يتابعن حديثي بإهتمام بالغ ... رغدة تنظر في عيني مباشرة لكن متأكّد أنها لا تسمعني ... فقط زوج سهير كان يجادلني ... جدال بين ساكن وبواب يجب الإذعان فيه ... درس طويل حول مخاطر كسر الحوض في ذلك السن ...

كنت أتظاهر بالإهتمام لشرحه ... لكن طرف عيني يلمح تلك النظرات من رغدة ... طال الوقوف ... ثم إنسحب أربعتهم ... نظرة وداع لهم قبل إغلاق باب المصعد ... نظرة مباشرة من عين رغدة في عيني ... جمعت كل حروف قواميس لغات العالم ... لكني لم أقدر على تفسيرها ....

لم أستطع النوم ليلتها ... قلق بالغ وأرق مضاعف ... غياب أمل عني ... برودة السرير الخشن ... و الأدهي تلك النظرة ... كلانا يعلم أن الآخر كشف سرّه ... هي تتلصص عليا و أنا ضبطتها ... ربما هي من لامست يدي صدرها في ظلمة السلّم ...

تحسست أصابعي بصدري ... فجأة تربعت رغدة على عرش رغبتي ... تراجعت أمل بغيابها لتحضر هي بنظرتها ... لأوّل مرّة لا يخفق قلبي خوفا بل خفق حبّا ... نعم أنا هكذا ... لا أعلم السر لكني سريع الوقوع في الحب ...

ذكريات مغامراتي مع حبيبة ... فريال ... سهام ... أمل ... كلّها إجتمعت لتشجعني على الإقدام ... هن يعتبرن أصعب منها ... كنت أخال الوصول إليهن مستحيلا ... فجأة مجنت أحلامي ... مجون ما بعده مجون ... ضوء السيّارة الأحمر يعلن مغادرة زوجها مع عشيقتيه ... العمارة خالية إلا منهم ... من تجمعوا حولي قبل قليل ... سكّان الشقة رقم إثنان مسافرون ... فقط الشابان الليبيان ينعمان بسهرة حمراء ...

هممت بنزول الدرج ... جرذ مقرف صارعت لقتله مرارا يعترضني ... عاد أدراجه مفزوعا لخطواتي ... تسلّحت بمكنسة كانت فوق السطح ورحت أطارده ... ضربات عديدة أخطاته فيها ... النور المفاجئ بعثر خطواته توقّف في الطابق الثاني غير مدرك أين يذهب ... المكنسة تلاحقه كقدره المحتوم ...

بدأ يقضم يائسا باب مطبخ الشقة 3 ... هممت بضربه حين فتح الباب فجأة ... ملجأ غير متوقّع أنقذه مني ... صراخ عنيف دوّى بالمكان ... صوت صراخ لكن الحنجرة رجالية ... زوج سهير الذي سحبه الضرب والخبط على السلّم ... فتح الباب ليمرّ الجرذ بين قدميه ويدخل للمطبخ مختبأ خلف الثلاجة ... كمن شاهد غولا هرب لداخل شقّته وأغلق الباب يحدثني من خلفه ... أوامره تصلني متكررة تأكّد فزعه ... الجرذ المصاب لم يعد يقدر على الحركة ... ضغطت عليه بطرف يد المكنسة حتى نزف آخر رعشة من روحه ...

أمسكت القارض من ذيله ... ما إن أعلمت رجل البيت بإنتهاء المهمة القتالية حتى فتح الباب بحذر مبالغ فيه ... حركة دعابة مني ... صرخة فجأة " شد شد " ... إعتقد أن الجرذ لا يزال حيّا ... هرب مسرعا نحو الصالون ... ضحك شديد رغم نعومة الصوت دوى بالممر ... مدام سهير التي كانت تقف وراء زوجها ... تضحك ساخرة من جبنه ... نبرة ناهرة تخرج منه ... أحرجه الموقف ... رجل يخشى فأرا ...

إنسحب زوجها مكسورا ... وإنسحبت متحسّرا على رجولته ... شيء طبيعي ... تربية المدن ... أين منه وأين منا ... ولدنا نطارد الخنازير البرية ... نصارع الذئاب ... لم يسلم من مطارداتنا الصاخبة كائن حي ... الطيور في أعشاشها ... الأرانب في أوكارها ... الجراد ... كل ما يتحرّك كان هدفا للهو صبانا ... خرجت تحت أنظار مدام سهير ... رفعت صدري للأعلى فخورا بنصري المزعوم ... لا أعلم السبب شعرت أني متميّز عن زوجها .... ما إن خطوت الخطوة الأولى خارج باب المطبخ وقبل إغلاقه ... أنار السلّم المظلم ... عينان تراقبان وجهي ... مدام رغدة تنظر في عيني مباشرة ... نظرة عتاب وصدمة و ألف تحليل يمكن أن تقرئها من تلك النظرة ... حاولت الإبتسام في وجهها لكن ردّة فعلها كانت أسرع ... أغلقت الباب في وجهي بعنف شديد ...

إنتهى الأمل في النوم تلك الليلة ... فكر وأفكار لا تفكّر ... تاه عقلي ... مالذي يحدث ؟؟؟ ... ما هذه العمارة العجيبة ... أي قدر قادني نحوها ... جلست على حافة سريري تائه الفكر والروح ...

 

رغدة

---------------------------------

كنت متأكدة منذ قدومه أنه شخص غير عادي ... وجهه الوسيم ... جسمه المتناسق ... شبابه ... عنفوانه ... روحه المرحة البسيطة ... نعم كنت متأكدة ... أن إحداهن ستسحبه نحوها ... إحداهن ... وليس كلّهن ... حبيبة التي تعمل في شقة صاحب العمارة ... زوجته ... سهام زوجة النائب ... أمل المحجّبة ... والآن سهير ؟؟؟؟ ....

رأيته يخرج من شقتها ... لم أقدر على الإختباء كعادتي ... ما الذي جذبه فيهن ولم يجده فيا ؟؟؟ ... بدأت النار تحرق صدري ... نار غيرة أو نار قهر أو نار عمر ضائع ... لم أفهم سرّ إهتمامي به ... مالذي وجده فيهن ولم يجده فيا ... راقبته لأيّام ... تجرّأت وبادرته بالتحيّة ... لم يهتم بي ... هل هن أجمل مني ... هل إنتهت جاذبيتي ؟؟؟ ... هل سرقتني سنين العمر ؟؟؟ ... وقفت طويلا أمام المرآة ... جسدي الفاتن لازال فاتنا ... أهتم بنفسي ... ربما بعض الماكياج قد يزيد جاذبيّتي ... هل أدخل المنافسة ؟؟؟ ... القائمة طويلة ؟؟؟ ...

سهير ؟؟؟ ... تدخلها بيتها وزوجها هناك ؟؟؟؟ ... ماهذا الجبروت ؟؟؟ ... ما هذه القوّة ؟؟؟ .... حرقني ذلك السؤال الأزلي ؟؟؟ ما يمتلك هذا الشاب كي تغامر سيدات المجتمع بسمعتهن من أجل الفوز به ....

أحسست أن قائمة المنافسات طويلة ... بدأت روحي تهدأ ... سأخرج هذا الموضوع من عقلي ... سأتركه لمن خيّرهن عني ... سهير ... لا تزيد عني شيئا ... نفس العمر تقريبا ... تشبهني جسديا لحد بعيد ... ربما أنا أجمل منها ... صرت أكرهها ... بل أمقطها ... غيرة وسكنت روحي ...

طلع فجر ذلك اليوم بعد ليلة مضنية من الحرقة ... عاد زوجي محملا بصيد وفير ... إستحم ودخل يسرق ساعات نوم قليلة قبل ذهابه للعمل ... صرت أحسده على هوايته الجديدة ... أنا منحوسة أصلا .... إهتمامي الحديث بالرياضة ... ملأ بعض الفراغ في روحي ... لكن حظي السيء أوقعني في طريق سهير ... هي مغرمة ومختصّة في هذا الميدان ... قررت التراجع عن كل وعودي لها ... صوت طرق خفيف على باب المطبخ ... سهير تنتظرني حسب موعدنا لحصة جري صباحيّة ...

فتحت الباب بهدوء وتثاقل ... وقفت عند الباب ... يدي التي تستند على حافته تمنعها من الدخول ... ليتها تتلقى إشارات وجهي العابسة وتنسحب من حياتي ... تمتعي لوحدك بمنذر لم أعد أريده ولا أريد معرفتك ... رغم كل شيء قابلت إعتذاري عن صرف نظري عن موضوع حصص التنشيط الرياضي التي تواعدنا حولها .... بلباقة شديدة رغم نظرة عينها الحزينة المستفسرة ....

شيماء حاولت إعادة العلاقات بيننا عبثا ... رغم تعديدها لمحاسن جارتنا لكني كنت أتملّص من مقابلتها ثانية ... لا أعلم هل قابلتها شيماء في غيبتي ... لا أعتقد ذلك فشيماء ترابط بالبيت ... منذ أيّام لا تبرحه .... جفاف أصاب روحي ...

شيماء

------------------------------------------------

لم أجد تفسيرا مقنعا لما يحدث ... رغدة فجأة إنقلبت ألف درجة ... هل لاحظت أن سهير قدّمت لي هدية سريّة ... هديّة هزت روحي وكياني ... ملابس داخلية نسائيّة جذابة ... تزيد جمالي ... بعثت في روحي شيئا جديدا ... هدية تبدو عادية لو كنت مقبلة على الزواج ... لو أننا تبادلنا الهدايا قبلا .... لكن هكذا منذ أوّل تعارف ... الأمر يحتاج تفسيرا ...

أيّام طويلة مرّت لم أجد فيها جوابا لأسئلة سكنت عقلي ... هل إلتقطت إشارتها بتردد سليم ... أم أن سنوات التيه جعلتني أفسّر كل تقرّب مني أنه رغبة في جسدي ... جسدي الذي بدأ يتعافى من شحوب الإدمان ... وروحي التي رطبتها تلك القطرة الندية من سهير .. لم يهتم بي أحد بتلك الحنيّة منذ فارقت وليد ... أو منذ خسرته ....

خرجت للشرفة ألتقط بعض أشعة الشمس علّها تنير ظلام روحي ... الحي هادئ لا حركة فيه ... سحبت كرسيا ووضعت يدي على خدي وأسندت مرفقي على حافة سوره وتهت في التفكير ... شريط ذكريات وردية سحبني ... تذكّرت وليد ... مهندس الجنس ... مدرّس الرغبة ... مرشد الأرواح ... يعشق مراقبة المؤخرات ... شيء جمعنا ببعض رغم تباعد القدرات ... كان يعرف بمجرّد النظرة من مارست الجنس الخلفي ممن فتحتها سليمة ... بنطلونات الجينز الضيقة تساعده على ذلك ... لم يعلمني سر تلك القدرة لكني كنت أصدّقه ...

إبتسمت غصبا عني لذكريات طريفة بدأت تمطر عقلي ... يوما ما كنت أمازحه ... قلت له أني أفكّر أن أصبح سحاقية ... شجعني على الأمر ... قال أن 80 بالمائة من مشاكلي ستنتهي بذلك القرار ... لم يفسّر لي لكنه شجعني ...

مرارة شديدة أصابت روحي ... ذكرى فقدانه ... عناد وعدم مبالاة كانت السبب في فراقنا .... رحت أدنن رائعة نزار بصوت القيصر ... " لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنّة والنار" ... لكن أيهما الجنّة وأيّهما النار ...

بدأت حركة خفيفة أسفل العمارة ... منذر يقوم بنقل بعض الأكياس ... رحت أراقب حركته السريعة والنشيطة ... شيء ما سحبني للنزول... حديثه يسليني ... روحي تتوق لبعض التسلية ... هرولت نحو باب المصعد ... إختبأت قرب الباب ... قمت بإفزاعه بقرصه من جنبه وهو يدخل باب العمارة ... ضحكت طويلة من ردة فعله ... ضحك لضحكي ... الضحك علاج الروح ...

عرض عليا شرب قهوة أو عصير بالكافيه في الحي ... لم أمانع رغم أني كرهت تلك الأماكن ... قال أنه مدين لي بالكثير ... فكرة الإعلان كانت فاتحة خير كثير له ... سعدت لكلامها وطربت لسعادته ....

رافقته متأبطة ذراعه ... رفع صدره وكتفيه للأعلى مقلدا حركات فرسان القرون الوسطى ... دفع الباب و إنحنى يطلب مني الدخول بلباقة لم أتوقعها منه ... ديكور الكافيه جميل ...

رغدة

------------------------------------------------

لم أصدّق عيني ... شيماء تعانق منذر هكذا في الشارع ... دون حرج ... لمساتهما .... ضحكتهما ... أقسم أن وشوشتهما وصلتني .... من شبّاك غرفتي راقبتهما ... إرتفعت حرارتي ... منذر هذا مطلب كل الإناث ... لكنه يتجاهلني ... سألحقهما بالمقهى ... سأحارب من أجل حقي ...

سهير

------------------------------------------------

مالذي يحدث ... شيماء ترافق منذر للكافيه ... إنسجامهما لا تخطاه عين ... خلتها تبادلني نفس المشاعر ... مرارة الخيانة تسكن روحي ... خيبة أمل وجرح عميق نزف في قلبي .... لكنها فرصة لا يمكن تفويتها .... فرصة الإلتقاء بشيماء بعيدا عن عين رغدة ... رغدة التي تغيّرت معي دون سبب ... سألحقهما بالمقهى ....

منذر

----------------------------------

جلست شيماء بوجهها البشوش أمامي في المقهى ... سأكون كريما معها ... أوّل مرّة أرافق فتاة لمكان عام ... أصلا النادل صدم لوجودنا ... فرصة لتحسين صورتي أمام الجميع ... فرصة لتعويض ذلك النقص أمام من كنت أراهم يدخلون أزواجا وأنا وحيد ... فرصة تقرّبني من رغدة ... تساعدني على فهم سر تلك النظرة ...

 

الجزء الأخير

---------------------------------------------------------------

 

موسيقى خفيفة تصدر من جهاز التلفاز ... وجود نادلة سمراء من أصل إفريقي بعث جوا جديدا في الكافيه ... ما إن وضعت طلبات منذر وشيماء على الطاولة .... حتى دفع باب الكافيه .... سهير تدخل متأنقة كأنها مدعوة لمهرجان سينمائي ... وقفت تستطلع المكان الذي زارته أوّل مرّة ... توجهت نحوها النادلة السمراء ... حركتها جعلت رقبة شيماء تلتفت نحوها ... خفق قلبها بقوة لمنظرها ... جميلة متأنقة في فستان أزرق قصير ... صوت كعبها العالي تزامن مع حركة ترحيب من شيماء ... توجهت نحوهما ومنذر يبتلع ريقه بصعوبة .... سحبت كرسيا مرحبة بهما ...

سرعان ما قدّمت لها النادلة طلبها وإنسحبت .... لم يبدأ حوار الشفاه بعد وإنطلق حوار العيون ... منذر الذي فهم بحكم خبرته القصيرة أن هناك أمر غير طبيعي بين الأنثيين ... بدأ يشعر بالحرج كان وجوده يمنع إنطلاق فضفضة نسائية بينهما ... بدا يعبث بهاتفه يحضّر لإنسحاب ... قبل أن ينهض من مكانه ويترك لهما الفرصة فتح باب الكافيه ... رائحة العطر الفوّاح تسبق صاحبته ... رغدة تدفع الباب البلوري بخجل ... خجل من يكتشف المكان ... أسرعت النادلة نحوها تبرز إجتهادها في عملها ... سرعان ما إستقبلتها الأيدي الملوحة ترحابا ... رغم بعض الإمتعاض لكن الوجوه إبتسمت ... إلتحق بالطاولة ... كانت تنظر بإستنكار لتبرّج سهير ... منافسة غير معلنة بدأت بينهما ... رغدة قررت خوض الحرب ... حوار بارد وبسيط بينهم ... الوحيد الذي لم يستسغ ما يحدث كان منذر ...

كعادة الكافيه في نفس هذا الوقت ... لا زبائن فيه سواهم ... النادلة السمراء إقتربت من المجموعة .... إقتراح منها بلغة فرنسية بلكنة إفريقية ... قابل الجميع بترحاب يكسر عنه ملل الصمت ... إقترحت أن تعلّمهم لعبة ... هي لعبة أشبه بالطاولة المعروفة في المشرق ... تعتمد النرد ... و بعض الأحجار الملونة بالأبيض والأسود ... ترمي النرد وتتقدم في مسلك مرسوم على لوح مزركش ... كلما تقدّمت تنقص من أحجار خصمك ... عند النهاية يقع عد الأحجار المربوحة من الخصم ... على جانب اللوح ... قائمة للأرقام والأحكام ... يجب تنفيذ الحكم ...

تحلّق الجميع بإهتمام يتابعون شرح الفتاة للعبة ... لم يتطلّب الأمر مجهود كثيرا ... سرعان ما إستوعب الجميع القوانين ... اللعبة تلعب أزواجا أو أفرادا ... بدأ اللعب يحمى مع توجيهات الفتاة ... مع حماسة اللعبة تركز إنتباه الجميع ... كل له هدف ... الفوز ... الفوز في اللعبة أو بأحد اللاعبين ... كما في كل لعبة ... الهوى وما يشتهيه القلب يتحكّم في مسارها ... شيماء التي تعاطفت مع حظ سهير العاثر ... تعاطفها جعل مسيرة حظ رغدة يتراجع ... منذر الذي سحبه قلبه لمساعدة رغدة ... الأمر صار أكثر وضوحا تصريح على الشرف بالإنجذاب مغلّف في قالب تنافس ودي ...

إنسحبت الفتاة السمراء ... لقد تعلّم زبائنها قواعد اللعبة ... بدأ الصخب والضحك يصدر عن طاولتهم ... ضحك الأطفال وصخب المراهقة .... روح جميلة حفت بالمكان ... السعادة بدت على الجميع ... لا تستطيع تفسير سبب السعادة ... هل هو جو المزاح السائد بينهم ... أو التصريح المبطن بالتعاون ... أزواج ... أزواج ...

تكررت لعبتهم مرات ومرّات ... متعة من جرّب شيء لأوّل مرّة يجعلك تدمنه ... لم يبالي أحدهم بالجوع أو بالوقت ... فقط الضحك و المنافسة غلبت على المكان ... أكثر من أربع ساعات من الضحك كان يجب أن تنتهي بما ينغص الصفو أو يوضح الرؤية ....

وقوف سيّارة أمام العمارة سحب نظر منذر نحوها ... رجل غريب يدخل العمارة ... يقف أمام الباب يفتحه ... إنطلق منذر مهرولا نحوه تاركا مرافقاته دون إستئذان ... قطع الحديقة جريا ... لحق الرجل ينتظر السلّم ... رجل قصير القامة ... لحية خفيفة بيضاء تزيّن وجهه الذي يبدو وقورا ...

تعجّب الرجل من وجود منذر مشدود النظر نحوه ... لسبب غير مفسّر لم يرتح أحدهم للآخر ...

هو حضرتك رايح فين ؟؟؟

طالع شقتي ... عندك مانع ؟؟؟

هو حضرتك ساكن هنا ؟؟؟

إنت مين عشان تسألني ؟؟؟

عفوا أنا منذر حارس العمارة ؟؟؟

(غمغم الرجل) مالقوش حمار ثاني يشغلوه ...

دخل الرجل المصعد ... الرقم يشير للطابق الثاني ... الأمر بدأ يتوضّح ... هو زوج أمل ... جاء ليقطع الأمل ... دخول شيماء ورغدة من باب العمارة منعه من التنفيس عن غضبه وحزنه ... ضحكتا في وجهه ... قبل أن يغلق باب المصعد ... نظرة من رغدة ألهبت روحه ... نظرة قاست طوله من أعلى رأسه حتى أصابع قدميه ... إلتقت عيناهما لأجزاء من الثانية ... فقط خفقان قلبه لنظرته صم أذانه ...

غريب أمر قلبك يا منذر سرعان ما تحزن وسرعان ما تفرح ... سرعان ما تحب وسرعان ما تنسى ... لم يتمالك نفسه بعد ... صوت كعب عالي ينقر الأرض خلفه ...

لم تسعفه صاحبة الخطوات أن يكتشف من هي ... سهير تقرصه من جنبه وتصدر صوت قبلة من شفتيها ... قبل أن يدرك من هي إختبأت داخل المصعد ... صوتها يصله مع إغلاق بابه ...

بكرة في نفس المعاد ... في الكافيه

موعد ... كمرهم أخفى أثار جرح عودة زوج أمل لينهي علاقتهما لوقت طويل ... صعد السطح يبحث عن ملجأ يرتب فيه أفكاره ... ذلك الهياج الناجم عن كثرة التفاعلات النفسية ... كان يشعر بصدره كحبة دواء تذوب في كأس ماء ... يغلي لتصدر بالوناته ... غليان بارد ... لم يستطع تحديد مشاعره ... عدم القدرة على ذلك يؤثر أكثر من المشاعر نفسها ...

كان يراقب رأس زوج أمل يتحرّك تحت العمارة ... ذهابه وجيئته تؤكّد أنه يبحث عنه ... الحمير هي من تحمل الأثقال ... تركه يئن تحت ثقل بعض الحقائب التي عانى لوضعه في سيّارته ... كروح خبيثة يراقب صلعته من الأعلى ... الشر يبعث السعادة في الروح أحيانا ...

إختفت السيارة حاملة معها أمل منذر في أمل ... إلتفت خلفه ... أشعل سيجارة ونفث في دخانها آخر نبضة حب و شوق لها ... كلقطة سينمائية محترفة ... إنطفأت صورة أمل وأنارت صورة رغدة ... بدأ يزن الأمر في عقله ... " بكرة في نفس المعاد " ... كلمة خرجت من شفاه سهير لكنها تعلمه بموعد مع رغدة ...

قبل المغيب بقليل رن هاتفه ... صوت غريب بلكنة غريبة ... شاب يسأل عن الشقّة المفروشة ... موقعها ... عدد غرفها ... توفرها ... اللكنة الليبية ... يسألون عن كل شيء إلا السعر ... أعلمه الشاب أنه قادم بعد نصف ساعة ...

شعور بالسعادة لتحقيق بعض المكاسب ... لكنها فرصة لا يجب أن تضيع ... نزل مسرعا نحو شقة رغدة ... دق الجرس ... دقائق قليلة وفتحت صاحبة البيت الباب ... ثوب منزلي حريري يستر برفق جمال صدرها النافر ... الخبرة تكسبك الجرأة ... أطال النظر حتى إحمرّت خدود رغدة ... غاص في مفرق صدرها ... قبل أن يتكلّم بحركة تبدو عفوية عدّل مكان قضيبه ... حركة يده سحبت نظر رغدة نحوها ... إنفتاح عينيها الناعستين يؤكد صدمتها ... أو ربما راحتها ... أو رغبتها ... لم يترك لها المجال ...

متأسف على الإزعاج ... بس كنت عاوز شيماء في موضوع

خير ؟؟؟ (حشرجة صوتها تدلّ أنها ليست على ما يرام) ...

طبعا خير بس عاوزها في كلمتين .. إذا سمحتي .. وإذا سمحت ...

شيماء ... شيماء ...

قبل أن يصل صوت شيماء من الداخل معلما أنها قادمة ... تقابلت الأعين ... الخجل دفع الإثنين لخفض نظريهما ... وقعت عينا منذر في مفرق صدرها ... ووقعت عيناها بين فخذيه ...

تقدّمت شيماء تقطّب حواجبها مستغربة وجوده ... راح يؤلّف قصّة عن حاجته لها للتفاوض حول تأجير الشقة وأنه لا يجيد ذلك وأنها بحكم شخصيتها القوية سترفع المبلغ ... الموضوع أعجب شيماء ... ووجودها سمح لرغدة أن تركز أكثر بين فخذي منذر ... القبة تبدو بوضوح خلف القماش الخفيف لبنطلونه ...

لم تسمع كلمة واحدة مما دار عند باب شقتها ... لم تنتبه إلا وشيماء تهرول داخل الشقة ... عادت العيون لتتقابل ثانية ... لم تهربا من بعضهما هذه المرّة ... قالتا كل شيء ... أعلنت الرغبة المشتركة ... نصف خطوة تفصل بينهما ...

تقابلت العيون طويلا ... بدأت الشفاه ترتعش تحضيرا للقاء ... أغمضت رغدة عينيها ... إما إستسلاما أو خوفا من الإستسلام ... أحس منذر بذلك قلبه ينسحب نحوها قبل جسده ... هم بالتقدم منها وأخذها في حضنه لكن صوت خطى شيماء تهرول نحوهما ... كحة صغيرة منه إنتبهت بعدها رغدة لما يحصل ...

نظرة إستغراب بدت على محياها ... كأنها إستشعرت ما يحدث ... أمسكت بذراع منذر وقادته برفق متوجهة نحو باب المصعد ... بعد خطوتين إلتفتت للخلف وغمزت بعينها ... ثم تمسكت جيّدا بذراع منذر ...

نار وإشتعلت بجسد رغدة ... لم تتمالك نفسها ... نار الرغبة تأكل جسدها ونار الغيرة تأكل روحها ... ما سرّ تلك الغمزة وما كل هذا التقارب بين شيماء ومنذر ؟؟؟؟ هل هو السنّ ؟؟؟ هل يمكن آن تكون أخطأت تفسير شعور منذر تجاهها ...

أغلقت باب شقتها و دفنت رأسها بين كتفيها مهزومة ... شكل القبة بين فخذي منذر يسحبها ... ما هذا الجنون الذي يحيط بها ؟؟؟ جنون يقابل بالجنون ... توجهت نحو غرفة نومها ... لبست لبسا رياضيا ... رغم بساطته تبقى جذّابة فيه ... نظرت لنفسها في المرآة قطرة عطر فاحت بها الغرفة وفاحت معها روحها ...

دقيقة وكانت قد إلتحقت بمنذر وشيماء عند الباب الكبير ... قبل أن تسلّم عليهما رن هاتف منذر ... صوته وهو يرشد المتحدث لمكان العمارة يؤكد توتره ... خرج يلوح بيده وباليد الأخرى يمسك هاتفه ... أقلّ من دقيقة وإنتهى هدير محرّك سيارة رباعية الدفع ... لوحة منجمية ليبية ...

نزل شاب في أول الثلاثينات ... تولت شيماء أمره ... صدق منذر في إختياره ... النساء أنجع في المفاوضات المالية ... زجاج العربة المعتم يستر من يركب داخلها ... وضع الشاب مبلغا يبدو ضخما في يد شيماء ... ثم عاد لسيارته ... فتحت الأبواب نزل صديق له يبدو من ملابسه أنه إبن بلده ... ثلاث شابات في أول العشرينيات هذا إن تجاوزنها ينزل من المقاعد الخلفية ... إحداهن تمسك بيده كرّاسات وكتب ... منظرها أدهش رغدة ... حقيبة ملابس و عدة أكياس تصدر منها قرقعة زجاجات الخمر ... ضحكات دوت بالمكان من إحداهن ... لكن التي تمسك الكتب تبدو خجلة متوترة ...

قادهم منذر نحو المصعد ... ثم للشقة ... شيماء تعد الأموال بتأني ... رغدة بدت شاردة الذهن ...

سرعان ما عاد منذر ... توجه مباشرة نحو شيماء ... وضعت في يده نصف المبلغ وأخفت الباقي ... قالت أنه نصيبها وحقها ... شبه شجار بدأ بينهما حين وصلهما صوت سهير من الأعلى ....

إتخانقو في الشارع وفرجوا فينا الناس ... إطلعو إتخانقو عندي بدل ما أنا زهقانة ...

دعوة لم يستطع أحد رفضها ... شيماء التي صار تواجدها بجانب سهير يبعث فيها دفئا عجيبا ... منذر الذي وجد شلّة تؤنس وحدته ... رغدة التي تطارد حلمها رغم شرودها ...

فتحت سهير الباب مرحبة ... كانت تلبس قميصا طويلا حتى منتصف فخذيها ... حمالاته لا تستر نصف صدرها ... شعرها مشدود للأعلى ... هكذا دون حرج إستقبلت ضيوفها ... فقط منذر ... وقف طويلا عند الباب مترددا ... يد سهير تسحبه من معصمه بقوّة

أدخل ما تخافش زوجي مسافر ومش راجع غير بعد أسبوع

قلب شيماء تلقى الخبر راقصا ... دخل الجميع للصالون ... رغم تعوده مرافقتهم منذ ساعات لكن منذر يشعر بتوتر ... جلس في كرسي منفرد في حين جلست شيماء ورغدة بجانبه على الكنبة ...

وقت قصير مر ثقيلا حتى دخلت سهير تحمل طبقا عليه واجب الضيافة ... لم تدع أحدا لمد يده ... هو عرف في بلدنا يعني أنك صاحب البيت ... الضيوف فقط من يدعون بإلحاح ...

سهير : قلولي بقى كنت بتخانقوا ليه ؟؟؟

شيماء : أنا حأحكيلك و إنت احكمي ... بسلامة إستنجد بيا عشان أتفاوض على أجرة الشقة ... أنا أجرتها بضعف ثمنها ... وبسلامتو عاوز ياكل عليا عرقي ...

سهير : (نظرت معاتبة منذر بدلال ) صحيح الكلام داه

منذر : لا أبدا ... بس ينفع عرقها يكون كل المبلغ ؟؟؟؟

شيماء : (بعصبية غير مبررة) إنت مش أخذت أجرة الشقة ؟؟؟ ... الباقي مالكش فيه ؟؟؟

سهير :(أحست أن الخصام سيصبح جديّا) طيب إنتم مش حكمتومني ؟؟؟

منذر وسهير بصوت واحد : أحكمي ؟؟؟

سهير : حطي الفلوس هنا (و أشارت للمنضدة رغم إنزعاج شيماء لكنها إستجابت) ... داه مبلغ محترم ... طيب إيه رأيكم نخرج نسهر برة ... نصرفه وننهي النزاع

شيماء : (بسعادة مفرطة ) موافقة

منذر: (بخجل شديد) إلي تشوفوه ...

الكل كان يتناقش ... فقط هي رغدة كانت غائبة عن الوعي ... شاردة الذهن متغيّرة اللون ... نظر الجميع نحوها ... أشارة سهير بيدها قبالة وجهها فلم تنتبه ... قرصتها شيماء من فخذها فإنتبهت ....

رغدة : آسفة كنت سارحة ... كنتو بتقولو إيه ؟؟؟

سهير : لا أبدا عملنا مشروع تربية دواجن والبيض فقس وإنت مش هنا ؟؟؟

رغدة : آسفة ... ما كنتش مركزة ؟؟؟

شيماء : (وقد وضعت يدها على كتفها مهتمة بحالها) مالك يا حبيبتي ؟؟؟

رغدة : بصراحة مصدومة

سهير : مصدومة ؟؟؟ سلامتك ؟؟ من إيه ؟؟؟

رغدة : بصراحة مش عارفة أقولكم إيه ؟؟؟

شيماء : مكسوفة مننا ؟؟؟

رغدة : تقدري تقولي كده

سهير : يبدو إنو الموضوع كبير

هم منذر بالإنسحاب ... شعر أن وجوده بين ثلاث نساء هو السبب ... كلام رغدة أصابه بالحرج ... لكن رغدة التي خافت أن يغيب عن ناظريها إسترسلت في الحديث

رغدة : بصراحة منظر البنت إلي طلعت الشقة مش قادرة أنساه

سهير : أنهي بنت ؟؟؟

رغدة : البنت إلي طلعت الشقة المفروشة قبل شوية

سهير : مش فاهمة منك ولا حاجة ؟؟

شيماء : أنهي وحدة فيهم ؟؟؟

رغدة : إلي كانت شايلة الكتب

سهير : مالها

رغدة : شكلها و نظرة عينيها مش قادرة أنساهم ... حسيت إنها مش عاوزة تطلع

شيماء : (بكل ذكريات حزنها) لو ماكانتش حابة تطلع ما كانتش جات من أصلو

سهير : مش ممكن تكون مجبرة ؟؟؟ عندها ظروف

شيماء : لو على كده ... بكرة حتتعود وبعدين هي من بقية أهلك عشان تشيلي همها ... كل فول يتلهى في نواره

رغدة : بس قلبي واجعني عليها وعلى أمثالها ... بنات زي الورد يجرى فيهم كل داه

سهير : واجعك ليه ؟؟؟ هما صغيرين ؟؟؟ كل واحد حر في حياته ومسؤول على تصرفاته

رغدة : أنا من زمان والموضوع داه شاغلني ... مش لاقيالو تفسير

شيماء : موضوع إيه ؟؟؟

رغدة : العلاقة بين بنات تونس والليبيين ؟؟؟

سهير : و إيه الغريب في داه ؟؟؟

شيماء : ممكن قصدها السبب ؟؟؟

رغدة : أيوة ؟؟؟ السبب إيه إلي يخلي بناتنا تترمي بالسهولة دي في أحضانهم

سهير : الفلوس طبعا

رغدة : مش متاكدة ؟؟؟

شيماء : يعني حتكون قصة حب ؟؟؟ الموضوع واضح ... هو جاي من بلدهم جايب معاه تحويشة سنة والا سنتين عشان يتمتع بيها ... تلقفو الوحدة منهم تسحبهم منو في يومين ويروح حاسس نفسو بطل وهي حاسة نفسها أميرة

رغدة : طيب ومين الكسبان في كده ؟؟؟

سهير : منذر طبعا ؟؟؟

منذر : (أفاق من صدمته حول موضوع النقاش) أنا ؟؟؟

سهير : طبعا إنت ... الموضوع داه أصبح محرّك إقتصادي ... شقق مفروشة ... تاكسيات ... فواكه جافة خمرة ... حركية إقتصادية

رغدة : مش مرتاحة لكلامك

سهير بس دي هي الحقيقة ... في دول إقتصادها قايم على الحكاية دي .. إحنا فشلنا حتى في داه

رغدة : مش فاهمة ؟؟؟

سهير : في دول منظمة الموضوع وبتكسب منو ... إحنا كله في الممنوع و الممنوع بيأدي لطرق ملتوية ... مثلا في بنات بتشتغل مع البوليس هما بينضملهم المواعيد ... وفي بنات مع البوابين .. وفي بنات مع سواق التاكسي ... حركية يا بنتي

رغدة : طيب ليه مع اليبيين دونا عن غيرهم ؟؟؟

شيماء : على أساس في سواح غيرهم بيجولنا ؟؟؟

رغدة : فيه الألمان ؟؟؟ الروس ؟؟؟ الرومان ؟؟؟؟

شيماء : طيب دول أغلبهم بنات ؟؟؟ نصيب الشباب بتاعنا بقى هههههههه

رغدة : مش مقتنعة بردو

شيماء : شوفي حبيبتي ... الشباب الليبي مش بيقدر يتمتع في بلدو بحكم ظروفهم وطبيعة المجتمع عندهم .. فلما يجي هنا هو في مخو ما فيش غير هدف واحد ... و البنات إلي هنا حتقبض منو قد إلي حتقبضو مالتوانسة عشرة آلاف مرّة ... وممكن اكثر ... فعشان كده بيترمو بسهولة قدّامهم ...

رغدة : طيب لو فرضنا ... ليه ما بيعملوش كده مع شبابنا ...

سهير : أولا شوفي أشكالهم فيه تونسي يرضى يبصلهم ؟؟؟ المعزة وأختها ... هما إتعودو على كده سيبك إنت ...

شيماء : سهير كلامها صح ... من النادر تلاقي وحدة حلوة وجذّابة معاهم ... ولو حصل حتدفعو ثمن عملية نقل كلية ... فهما يبوسو إيديهم إنهم بياخدو فلوس أصلا ... وهو يروح لبلدهم فاكر إن كل البنات عندنا كده ... فلوس وملابس وأيفونات ... في حين هي أصلا هنا ماحدش بيشوفها

كان منذر يستمع كالأحمق لهذا التحليل ... ثلاث نساء تناقشن تجارة الأجساد في بلدنا ... ربما معهن حق ... لم يتكلّم ولم يبدي رأيه ... فقط سهير التي أخذت راحتها بالجلوس زادت توتره ... رفعت رجلها اليمنى ... وضعت قدمها على حافة الكنبة ... تراجع قميصها القصير أصلا ليكشف دون حواجز عن كيلوتها الأسود كجزيرة وسط بحيرة فخذيها البيضاوين ...

صمت أذانه ... لم يعي ما يفعل لو رفع نظره نحوها ستضبطه رغدة وشيماء ... ولو أشاح به أضاع تلك الفرصة ... بدأت حرارته ترتفع وبدأت حرارة النقاش بينهن تزداد ... هجوم شيماء و سهير عليها جعلها تخسر النقاش ... كما في اللعبة سهير وشيماء دائما يشكلان فريقا ... قرصة حارة في ذراعه من أصابع رغدة تنبهه

رغدة : إنت سايبني لوحدي ضدّهم

منذر : (بإرتباك شديد) إلي تقوله رغده هو الصح

سهير : بس هي ما قالتش حاجة ...

منذر : (محاولا لعب دور المازح) بس هي ديما على حق ... حتى لو ما تلكمتش ...

دوى ضحك قوي في المكان قطع هذا الحوار المقيت ... تحوّل الجو لمزاح تعودت الشلّة المكونة حديثا عليه ... سهير التي وجدت في كلام منذر فرصة لها للتقرّب أكثر من شيماء .. قالت أن الشلّة ستنقسم فريقين ... هي وشيماء من طرف ... ومنذر ورغدة من طرف منذ الآن ... مهما كانت المنافسة ...

الساعة تقارب التاسعة ... تفرّق الجميع للإستعداد للسهرة الموعودة ... تأنّق منذر قدر ما إستطاع ... روحه يصرعها الوجل ... وجل من سيسهر أوّل مرة في مكان كان يخيّل له أنه حرّم دخول أمثاله ... ووجل من وضع القدر في طريقه حبا جديدا ... فريسة جديدة ...

شيماء التي إقتنعت تمام الإقتناع أن سهير تراودها ... وسهير التي إستشعرت تقبّل شيماء لإشاراتها ... نصف ساعة وكان الجميع أمام باب العمارة ... تلصصهم يؤكد أن الجميع مقتنع أنه يفعل شيئا غير مقبول ...

محرّك سيّارة سهير يهدر معلنا بدأ المغامرة السرية ... أصرّت شيماء على الركوب بجانب سهير من الأمام ... رغدة تجاور منذر في الكرسي الخلفي .. تنورة قصيرة سوداء و قميص أبيض ... جوارب مشبّكة ... حذاء أسود بكعب عالي ... رائحة عطرها وحدها تعني دعوة للإغتصاب ...

ما إن قطعت السيارة مسافة قصيرة ... حتى إلتفتت شيماء للحديث معهما ... قابلت سهير حركتها بنبرة ناهية ... " سيبهم في حالهم وركزي معايا " ... كلمتها كانت إشارة أن لرغدة الحرية من رقابة الجميع ... فتحت أزرار معطفها القصير و تراجعت للخلف قليلا ... إنحسرت تنورتها للخلف ... جزء صغير من فخذها الأبيض يلمع بحرية بين قماش التنورة والجوارب ...

كوابل رصاص ينزل على عيني منذر مع مراوحة الظلمة والنور تحت وقع سرعة السيارة بين عواميد التنوير العمومي ... رغم إنتصاب قضيبه لكنه لم يشعر بالحرج ... بل بالعكس شعر بالنشوة والفخر لما لم وجه رغدة تركز بين فخذيه ...

لم يدم شروده طويلا ... سحبته رغدة من ذراعه ليلتصق بها .. نظرة بسيطة من طرف عين سهير في المرآة الداخلية للسيارة لتضع يدها الناعمة على فخذ شيماء العاري ... قبل توقف السيارة أمام باب المطعم ... كشفت النوايا بين الجميع ...

فتحت الأبواب ونزل الجميع ... نور مشع يعلن عن إسم المكان ... هو ليس مطعما تقليديا ... المطاعم السياحية أشبه بالكابريهات ... الوقت يعتبر مبكرا ... تقدّم حارس ضخم بشع الخلقة والخلق يرحب بهم ... منظره أرعب رغدة التي دون شعور أمسكت بذراع منذر بحثا عن الأمان ... صلابة عضلة ذراعه فجّرت آخر أحجار التردد في صدرها ... كحركة عند وتقليد تعلّقت سهير بذراع شيماء ... دخل الجميع الباب ضاحكين ...

النور الخفيف لم يمنع منذر من التملي في ديكورات المكان ... طاولات شبه متلاصقة ... أنوار رعّاشة ترقص بين جفنيه ... نظرة تردد علت وجه سهير ... لم يعجبها المكان ... تقدّم كبير المشرفين منهم مرحبا بإشراق في وجهه ... قادهم نحو درج صغير ... أربع درجات ووجدت المجموعة نفسها في مكان يبدو منعزلا ...

راحة علت وجه سهير ... جلست الشلة متاقبلين حسب الفرق ... عينا منذر لم تفارقا وجه رغدة ... نسي وجود الأخرتين ... هي طبيعة العلاقات ... لو أردت الوصول لهدفك عليك التركيز فيه ... سرعان ما بدأت الحركة حول الطاولة ... كؤوس وأصحن ... ألوان طعام تبدو لذيذة ... توقّف النادل يناقش سهير حول نوع الخمرة ... منذر تراجع متفاديا إحراج عدم الخبرة ... شيماء التي تعتبر الأكثر إرتيادا لهذه الأماكن ... إختارت زجاجة شامبانيا فاخرة ...

إكتملت عناصر اللعبة ... الرغبة والكبت والإنجذاب ... الحرية والجو الجميل ... و المحفّز ... ترددت رغدة كثيرا قبل أن تدفع بمحتوى الكأس دفعة واحدة في حلقها مقلّدة أخت زوجها في صنيعها ... حرقة حلقها بانت في وجنتيها ... نفس ****يب أحرق منذر لكنه تماسك ...

بضع لقمات و كأسان وبدأت العقول تفسح مجال الحرية للأفواه أن تعبّر عما يختلجه القلب ...

رغدة : تعرفو إني أوّل مرة أدخل مكان زي داه في تونس ؟؟

شيماء : أنا متأكدة إنها مش حتكون آخر مرّة ليكي ههههه

سهير : بس المكان من هنا أحلى ؟؟؟ و إلا إيه يا منذر ؟؟؟

منذر : أنا متهيألي حأسكن هنا ...

ضحك شديد دوى في المكان ... شعر منذر بالحرج من سخريتهما منه ... كحركة تعاطف مع رفيقها في الفريق ... وضعت رغدة يدها فوق معصمه ... أوّل لمسة مباشرة بينهما أشعلت فتيل ما يختزنه الصدران ... رعشت سرت في عروقهما معا ... نظرة مباشرة في العينين ... دون تردد دفع منذر ركبته لتلامس ركبة رغدة ... تمنت لو لم يصطحبا الأخرتين معهما ... منذر تمنى لو تفنى الأرض ولا يبقى سواهما ...

مع إنتهاء الجميع من الأكل ... بدأ الضجيج يملأ المكان ... الفرقة الموسيقية تعدّل أوتارها لتبدأ في دغدغة وسط السكارى ... توالت الأنغام ... و الرقصات والراقصات ... نظر شيماء وسهير مركز على المسرح وما يحصل فيه ... رغدة لا ترى شيئا غير عيني منذر ... مع خلو الطاولة من الأواني ... فقط بعض كؤوس الشراب ... العقول غابت بها ... تشابكت أصابع اليدين تعوض كلمات الشفاه ... رغدة التي أحرقت الرغبة قلبها ... كل تلك الذكريات مع شاشة تلفازها سكنت عقلها ... أرادت فقط التأكد من شيء ... خلعت حذائها برفق ... حرّكت قدمها تجاه منذر .. لامس إصبعها الأكبر كعبه ... بدأت رجلها تزحف نحو الأعلى .. لامست فخذه الأيسر ... نظر في عينها مستفسرا ... حركت رأسها برفق أني أقصد ما أفعل ... سرعان ما إستجاب لها .. باعد بين فخذيه ... أمسك آه كانت ستفلت منه مع ملامسة قدمها لكيس بيضاته ... بدأت قدمها تزحف للأعلى أغلقت عينيها ... لم تعد تسمع ... كبتت أنفاسها لتفسح المجال لقدمها أن تركّز... عضّت شفتها السفلى تستمتع بالحرارة تصلها من أسفل قدمها ... وضعت رجلها بطولها على قضيبه ... فتحت عينيها بدهشة مسرورة مما وجدت ... هذا ما كانت تبغي ...

غياب سهير وشيماء عنهما سمح لها بإتخاذ قرار ... غمزت منذر وأشارت بيدها أن يجب أن ينسحبا ... تظاهرت بالسكر ... قالت أنها لم تعد تستطيع البقاء ... تذمّر شديد منهما ... السهرة لم تبدأ بعد إقترح منذر إصطحابها للمنزل بسيارة تاكسي ... رغم عدم تقبّل شيماء للموضوع لكنها فرصة أن تنفرد بسهير ...

وضعت رغدة يدها على رقبة منذر متظاهرة بالسكر ... حضنها من وسطها ... حركة عضلات بطنها زادت لهيب رغبته ... إنسحبا من وسط الجموع الراقصة نحو الباب ... قبل خروجه بقليل ... وجه زوج رغدة يطل مصطحبا صديقتيه ...

متر واحد يفصلهما ولم يلحظ أي منهما الآخر ... الرغبة تعمي الأحاسيس ... فقط منذر من يدرك حقيقته و يريد سبر أغوار حقيقتها لم يقم بأي حركة تجلب الإنتباه ... دقيقة وإختفت بهما التاكسي ...

رغم إبتعادهم عن الجميع لم تبتعد عنه رغدة ... أنفاسها تحرق رقبته ... يدها تعبث بفخذيه ... أناملها الرقيقة تصعد من مستوى ركبته حتى بين فخذيه ... ثم تنسحب ... عذابه الممتع لم يدم طويلا ... سرعان ما دخلت التاكسي بوابة الحي ... قبل إقترابها من العمارة ... تجمّع كبير للسيارات ... رجال ونساء يقفون قرب الباب ... سيارة إسعاف تغلق أبوابها تهم بالمغادرة ... وجود هذا الجمع جعل رغدة تنسحب بسرعة نحو السلالم تداري حالة سكرها وعريها ... إلتفتت تنظر لمنذر آملة اللحاق بها ... هم بذلك لكنه سأل أحد المسعفين عما حدث ... كلمة وقعت كالرصاص في قلبه " سي توفيق تعيش إنت " ... لم يشعر و لم يتذكر كيف قفز الدرج صعودا مرّ بجانب رغدة كأنه لا يراها ... باب شقة سي توفيق مفتوح ... صوت نحيب خفيف من بعض النسوة ... هرول نحو غرفة النوم ... وجه فريال الساحب يؤكد الخبر ... أخت سي توفيق تجلس بجانب رأس جثّة شقيقها ... تمسك إطار خشبيا لصورة... تقدّم من جثّة سي توفيق ... قبّل رأسه وبكت عيناه ... حب لم يعلم سرّه ... شعور إستغربه الجميع منه ... أغلب الحاضرات لا يعرفنه ... فقط أخت سي توفيق حضنته ... بكى في صدرها ... مسح دمع عينيه بصعوبة ... رأسه بين يديها و الإطار ملقى على حافة السرير ... قطع أنفاسه طويلا ... حال التركيز ... هز رأسه كثير ليطرد سكره ... صورة قديمة وقع نظره عليها ... سي توفيق وزوجته الأولى و شابة في العشرين تقف بينهما مبتسمة ... صمت طويلا مركزا في الصورة ... ثم صرخ باكيا " ماما ... شتعمل أمي في تصويرة مع سي توفيق ؟؟؟


 


 

المستشار

نياكه الافكار اهم و افجر من نيك الجسد ممكن تنيك واحدة بس ولا عقلها و هيجانها معاك بس ممكن تبقي مش معاها و نايك افكارها وكل حته فيها عيزاك زوبرجي مصري عنيف ( مزيكا قراءه جنس و أشياء اخري الصداقات فقط تدوم ) اعترافات وفضفضه استشاره جنسيه

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان أول الموضوع

إعلان أخر الموضوع